ثلاثة من المسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون. انتهى والله أعلم.
[مقتل يلبغا الأمير الكبير]
جاء الخبر بقتله إلينا بدمشق في ليلة الاثنين السابع عشر من ربيع الأخر مع أسيرين جاءا على البريد من الديار المصرية، فأخبرا بمقتله في يوم الأربعاء ثانى عشر هذا الشهر: تمالأ عليه مماليكه حتى قتلوه يومئذ، وتغيرت الدولة ومسك من أمراء الألوف والطبلخانات جماعة كثيرة، واختبطت الأمور جدا، وجرت أحوال صعبة، وقام بأعباء القضية الأمير سيف الدين طيتمر النظامى وقوى جانب السلطان ورشد، وفرح أكثر الأمراء بمصر بما وقع، وقدم نائب السلطنة إلى دمشق من بيروت فأمر بدق البشائر، وزينت البلد ففعل ذلك، وأطلقت الفرنج الذين كانوا بالقلعة المنصورة فلم يهن ذلك على الناس
وهذا آخر ما وجد من التاريخ والحمد لله وحده، وصلواته على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
***
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وسخر الشمس والقمر، وجعل الليل والنهار آيتين من آياته وليعلم بهما العباد عدد السنين والحساب، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد النبي المصطفى، والحبيب المجتبى الذي كان ميلاده آية من آيات ربه، تنكست به الأصنام، واندك له إيوان كسرى، وغار به ماء ساوة، وكانت رسالته نورًا للعالمين، وإظهارًا للدين الحق، وسحقا للأديان الباطلة التي نُسخت بدينه، كما كانت هجرته مبدأ تاريخ المسلمين، وإبطالا للعمل بالتواريخ السالفة في الأمم الماضية.
(أما بعد) فيقول العبد الفقير، الذليل الحقير، خادم العلم وعلماء الملة الحنيفة المرضية المصحح بالمطبعة الآتى ذكرها: لقد تم بحمد الله تعالى طبع الجزء الرابع عشر من كتاب "البداية والنهاية" للعلامة ابن كثير، وبه تم القسم الأول من كتابه وهو المسمى بالبداية، إذ أن المصنف ﵀ جعل كتابه قسمين الأول في الكلام على الخلائق والكائنات من بدء الخلق إلى الهجرة النبوية، ورتب ما بعد ذلك على السنين الهجرية إلى قبيل وفاته، وسمى هذا القسم "البداية" والقسم الثاني في الكلام على الفتن والملاحم في آخر الزمان وسماه "النهاية" وسيكون أول الجزء الخامس عشر. وذلك بالمطبعة السعيدة العامرة "مطبعة السعادة" لصاحبها ومديرها الحاج محمد إسماعيل، أقر الله عينه بنجله العزيز إسماعيل وبقية أولاده وأبقاه لهم وحفظهم عليه، ومتعه وإياهم بالصحة والرفاهية، وأعانه على عمل الخيرات وطبع مثل هذا الكتاب من المهمات التي يحتاجها كل مسلم ومتعلم وعالم. كان الفراغ من طبع هذا الجزء في يوم الخميس سابع عشر ذي القعدة من سنة ١٣٥٨ هجرية، وكان يوم خروج المحمل المصرى إلى البلاد الحجازية على ساكنها المصطفى أتم الصلاة وأزكى التحية. اهـ