للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعِرَاقِ، وَقَدْ أَخَذَ بِالنَّاسِ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فتم حجهم.

وفيها توفى مِنَ الْأَعْيَانِ

الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ

أَبُو الْفَضْلِ السراجى الْوَزِيرُ لِعِزِّ الدَّوْلَةِ بَخْتِيَارَ بْنِ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ بن بويه، وكان من الناصرين للسنة المتعصبين لها، عَكْسَ مَخْدُومِهِ، فَعَزَلَهُ وَوَلَّى مُحَمَّدَ بْنَ بَقِيَّةَ الْبَابَا كَمَا تَقَدَّمَ، وَحَبَسَ هَذَا فَقُتِلَ فِي مَحْبِسِهِ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ مِنْهَا، عَنْ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ فِيهِ ظُلْمٌ وَحَيْفٌ فاللَّه أعلم.

[وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر]

الفقيه الحنبلي المعروف بغلام، أَحَدُ مَشَاهِيرِ الْحَنَابِلَةِ الْأَعْيَانِ، وَمِمَّنْ صَنَّفَ وَجَمَعَ وَنَاظَرَ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ وطبقته، ومات وقد عدا الثَّمَانِينَ. قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: وَلَهُ الْمُقْنِعُ فِي مائة جزء، والشافي في ثمانين جزء، وزاد المسافر والخلاف مع الشافعيّ وكتاب القولين ومختصر السُّنَّةِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي التَّفْسِيرِ وَالْأُصُولِ.

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ

أَبُو الْفَتْحِ الْبُسْتِيُّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، له ديوان جيد قوى، وله في المطابقة والمجانسة اليد الطولى، ومبتكرات أولى. وقد ذكر ابن الجوزي له في منتظمه مِنْ ذَلِكَ قِطْعَةً كَبِيرَةً مُرَتَّبَةً عَلَى حُرُوفِ المعجم، من ذَلِكَ قَوْلُهُ:

إِذَا قَنِعْتُ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقُوتِ ... بَقِيتُ فِي النَّاسِ حُرًّا غَيْرَ مَمْقُوتِ

يَا قُوتَ يَوْمِي إِذَا مَا دَرَّ خَلْفُكَ لِي ... فَلَسْتَ آسَى على در وياقوت

وقوله:

يَا أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ مَذْهَبِي ... لِيُقْتَدَى فِيهِ بمنهاجى

منهاجي الحق وقمع الهوى ... فهل لمنهاجى من هاجى

وقوله:

أَفِدْ طَبْعَكَ الْمَكْدُودَ بِالْجِدِّ رَاحَةً ... تَجُمَّ، وَعَلِّلْهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَزْحِ

وَلَكِنْ إِذَا أَعْطَيْتَ ذَلِكَ فَلْيَكُنْ ... بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ

أَبُو فِرَاسِ بْنُ حَمْدَانَ الشَّاعِرُ

لَهُ دِيوَانٌ مَشْهُورٌ. اسْتَنَابَهُ أَخُوهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ عَلَى حَرَّانَ ومنبج، فقاتل مرة الروم فأسروه ثُمَّ اسْتَنْقَذَهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَهُ شعر رائق ومعاني حسنة، وقد رثاه أخوه سيف الدولة فقال:

المرء رهن مَصَائِبٍ لَا تَنْقَضِي ... حَتَّى يُوَارَى جِسْمُهُ فِي رمسه

فمؤجل يلقى الردى في أهله ... ومعجل يلقى الأذى في نفسه

فلما قالهما كان عنده رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَ قُلْ فِي مَعْنَاهُمَا فقال الأعرابي:

<<  <  ج: ص:  >  >>