للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

؟ قال: رسول الله أكبر منى، وانا أسن. ولد رسول الله عام الفيل، ووقفت بى أمى على روث الفيل محيلا اعقله. وتنبأ رسول الله على رأس أربعين سنة. وقال يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا نعيم يعنى ابن ميسرة - عن بعضهم عن سويد بن غفلة انه قال:

انا لدة رسول الله ولدت عام الفيل. قال البيهقي وقد روى عن سويد بن غفلة انه قال أنا أصغر من رسول الله بسنتين. قال يعقوب وحدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد العزيز بن ابى ثابت حدثني عبد الله بن عثمان بن ابى سليمان النوفلي عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم. قال ولد رسول الله عام الفيل، وكانت بعده عكاظ بخمس عشرة سنة، وبنى البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل، وتنبأ رسول الله على رأس أربعين سنة من الفيل.

والمقصود أن رسول الله ولد عام الفيل على قول الجمهور فقيل بعده بشهر، وقيل بأربعين يوما، وقيل بخمسين يوما - وهو أشهر - وعن أبى جعفر الباقر كان قدوم الفيل للنصف من المحرم، ومولد رسول الله بعده بخمس وخمسين ليلة، وقال آخرون بل كان عام الفيل قبل مولد رسول الله بعشر سنين. قاله ابن أبزى. وقيل بثلاث وعشرين سنة رواه شعيب بن شعيب عن أبيه عن جده كما تقدم وقيل بعد الفيل بثلاثين سنة. قاله موسى بن عقبة عن الزهري . واختاره موسى بن عقبة أيضا . وقال أبو زكريا العجلاني: بعد الفيل بأربعين عاما، رواه ابن عساكر وهذا غريب جدا، واغرب منه ما قال خليفة بن خياط حدثني شعيب بن حبان عن عبد الواحد بن أبى عمرو عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس، قال: ولد رسول الله قبل الفيل بخمس عشرة سنة وهذا حديث غريب ومنكر وضعيف أيضا، قال خليفة بن خياط والمجتمع عليه انه ولد عام الفيل.

[صفة مولده الشريف ]

قد تقدم ان عبد المطلب لما ذبح تلك الإبل المائة عن ولده عبد الله حين كان نذر ذبحه فسلمه الله تعالى لما كان قدر في الأزل من ظهور النبي الأمي خاتم الرسل وسيد ولد آدم من صلبه، فذهب كما تقدم فزوجه أشرف عقيلة في قريش آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهرية، فحين دخل بها وافضى اليها حملت برسول الله ، وقد كانت أم قتال رقيقة بنت نوفل أخت ورقة بن نوفل توسمت ما كان بين عيني عبد الله قبل أن يجامع آمنة من النور، فودت أن يكون ذلك متصلا بها لما كانت تسمع من أخيها من البشارات بوجود محمد ، وانه قد أزف زمانه فعرضت نفسها عليه.

قال بعضهم ليتزوجها وهو أظهر والله اعلم، فامتنع عليها فلما انتقل ذلك النور الباهر إلى آمنة بمواقعته

<<  <  ج: ص:  >  >>