الثلاثاء الثامن عشر من المحرم، وصلى عليه ولده الخليفة، وحضر الناس، ولم يحضر السلطان، وحضر أكثر أمرائه، وحضر الْغَزَّالِيُّ وَالشَّاشِيُّ وَابْنُ عَقِيلٍ، وَبَايَعُوهُ يَوْمَ ذَلِكَ، وقد كان المستظهر كَرِيمَ الْأَخْلَاقِ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ فَصِيحًا بَلِيغًا شَاعِرًا مطيقا، وَمِنْ لَطِيفِ شِعْرِهِ قَوْلُهُ:
أَذَابَ حَرُّ الْجَوَى في القلب ما جمدا ... يَوْمًا مَدَدْتُ عَلَى رَسْمِ الْوَدَاعِ يَدَا
فَكَيْفَ أسلك نهج الاصطبار وقد ... أرى طرائق من يهوى الْهَوَى قِدَدَا