للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقتل منهم خلقا كثيرا عند الضريح. ومن العجائب أن أحدهم ألقى نفسه وفرسه من فوق السور فسلم وسلمت فرسه. وحج بالناس الأمير خمارتكين الحسناتى.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله]

أخو أبى حكيم الخيريّ، وخير: إحدى بلاد فارس، سمع الحديث وتفقه على الشيخ أبى إسحاق الشيرازي، وكانت له معرفة بالفرائض والأدب واللغة، وله مصنفات، وكان مرضى الطريقة، وكان يكتب المصاحف بالأجرة، فبينما هو ذات يوم يكتب وضع القلم من يده واستند وقال: والله لئن كان هذا موتا إنه لطيب، ثم مات.

[عبد المحسن بن على بن أحمد الشنجى]

التاجر، ويعرف بابن شهداء مكة، بغدادي، سمع الحديث الكثير، ورحل وأكثر عن الخطيب وهو بصور، وهو الّذي حمله إلى العراق، فلهذا أهدى إليه الخطيب تاريخ بغداد بخطه، وقد روى عنه في مصنفاته، وكان يسميه عبد الله، وكان ثقة.

[عبد الملك بن إبراهيم]

ابن أحمد أبو الفضل المعروف بالهمدانيّ، تفقه على الماوردي، وكانت له يد طولى في العلوم الشرعية والحساب وغير ذلك، وكان يحفظ غريب الحديث لأبى عبيد والمجمل لابن فارس، وكان عفيفا زاهدا، طلبه المقتدى ليوليه قاضى القضاة فأبى أشد الاباء، واعتذر له بالعجز وعلو السن، وكان ظريفا لطيفا، كان يقول: كان أبى إذا أراد أن يؤدبنى أخذ العصا بيده ثم يقول: نويت أن أضرب ولدى تأديبا كما أمر الله، ثم يضربني. قال: وإلى أن ينوى ويتمم النية كنت أهرب. توفى في رجب منها ودفن عند قبر ابن شريح.

[حمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور]

أبو بكر الدقاق، ويعرف بابن الحاضنة، كان معروفا بالإفادة وجودة القراءة وحسن الخط وصحة النقل، جمع بين علم القراءات والحديث، وأكثر عن الخطيب وأصحاب المخلص. قال: لما غرقت بغداد غرقت داري وكتبي فلم يبق لي شيء، فاحتجت إلى النسخ فكتبت صحيح مسلم في تلك السنة سبع مرات، فنمت فرأيت ذات ليلة كأن القيامة قد قامت وقائل يقول أين ابن الحاضنة؟ فجئت فأدخلت الجنة فلما دخلتها استلقيت على قفاي ووضعت إحدى رجلي على الأخرى وقلت: استرحت من النسخ، ثم استيقظت والقلم في يدي والنسخ بين يدي.

[أبو المظفر السمعاني]

منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد، أبو المظفر السمعاني، الحافظ، من أهل مرو، تفقه أولا على أبيه في مذهب أبى حنيفة، ثم انتقل إلى مذهب الشافعيّ فأخذ عن أبى إسحاق وابن

<<  <  ج: ص:  >  >>