للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعاشر من أهل زمانك تكن سالما غانما». لم يرو إلا من هذا الوجه فيما نعلم والله أعلم] (١).

[ثم دخلت سنة سبع ومائة]

فيها خرج باليمن رجل يقال له عباد الرعينيّ فدعا إلى مذهب الخوارج واتبعه فرقة من الناس وحلموا فقاتلهم يوسف بن عمر فقتله وقتل أصحابه، وكانوا ثلاثمائة. وفيها وقع بالشام طاعون شديد، وفيها غزا معاوية بن هشام الصائفة وعلى جيش أهل الشام ميمون بن مهران، فقطعوا البحر إلى قبرص وغزا مسلمة في البر في جيش آخر. وفيها ظفر أسد بن عبد الله القسري بجماعة من دعاة بنى العباس بخراسان فصلبهم وأشهرهم. وفيها غزا أسد القسري جبال نمروذ، ملك القرقيسيان، مما يلي جبال الطالقان، فصالحه نمروذ وأسلم على يديه. وفيها غزا أسد الغور - وهي جبال هراة - فعمد أهلها إلى حواصلهم وأموالهم وأثقالهم فجعلوا ذلك كله في كهف منيع، لا سبيل لأحد عليه، وهو مستعل جدا، فأمر أسد بالرجال فحملوا في توابيت ودلاهم إليه، وأمر بوضع ما هنالك في التوابيت ورفعوهم فسلموا وغنموا، وهذا رأى سديد. وفيها أمر أسد بجمع ما حول بلخ إليها. واستناب عليها برمك والد خالد بن برمك وبناها بناء جيدا جديدا محكما وحصنها وجعلها معقدا للمسلمين. وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام أمير الحرمين.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[سليمان بن يسار أحد التابعين]

[وهو أخو عطاء بن يسار، له روايات كثيرة، وكان من المجتهدين في العبادة، وكان من أحسن الناس وجها، توفى بالمدينة وعمره ثلاث وسبعون سنة، دخلت عليه امرأة من أحسن الناس وجها فأرادته على نفسها فأبى وتركها في منزله وخرج هاربا منها، فرأى يوسف في المنام.

فقال له: أنت يوسف؟ فقال: نعم أنا يوسف الّذي هممت، وأنت سليمان الّذي لم تهمّ. وقيل إن هذه الحكاية إنما وقعت في بعض منازل الحجاج، وكان معه صاحب له، فبعثه إلى سوق الحجاج ليشترى شيئا فانحطت على سليمان امرأة من الجبل حسناء فقالت له: هيت لك، فبكى واشتد بكاؤه فلما رأت ذلك منه ارتفعت في الجبل، وجاء صديقه فوجده يبكى فقال له: ما لك تبكى؟ فقال خير، فقال: لعلك ذكرت بعض ولدك أو بعض أهلك؟ فقال: لا (٢)! فقال: والله لتخبرني ما أبكاك أنت.

قال: أبكانى حزني على نفسي، لو كنت مكانك لم أصبر عنها، ثم ذكر أنه نام فرأى يوسف في منامه كما تقدم والله أعلم] (٣).

[عكرمة مولى ابن عباس]

أحد التابعين، والمفسرين المكثرين والعلماء الربانيين، والرحالين الجوالين. [وهو أبو عبد الله، وقد روى عن خلق كثير من الصحابة، وكان أحد أوعية العلم، وقد أفتى في حياة مولاه ابن عباس،


(١) زيادة من المصرية.
(٢) كذا بالأصل وفيه نقص بظهر ببعض تأمل.
(٣) زيادة من المصرية

<<  <  ج: ص:  >  >>