للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فله تعالى بين ذلك فرجة … تخفى على الافهام والأوهام

كم من نجا من بين أطراف القنا … وفريسة سلمت من الضرغام

توفى في شعبان منها عن أربع وثمانين سنة، ودفن عند رباط الزورى ثم نقل إلى مقبرة الامام أحمد

[شاور بن مجير الدين]

أبو شجاع السعدي، الملقب أمير الجيوش، وزير الديار المصرية أيام العاضد، وهو الّذي انتزع الوزارة من يدي رزيك، وهو أول من استكتب القاضي الفاضل، استدعى به من اسكندرية من باب السدرة فحظي عنده وانحصر منه الكتاب بالقصر، لما رأوا من فضله وفضيلته. وقد امتدحه الشعراء منهم عمارة اليمنى حيث يقول:

ضجر الحديد من الحديد وشاور … من نصر دين محمد لم يضجر

حلف الزمان ليأتين بمثله … حنثت بمينك يا زمان فكفر

ولم يزل أمره قائما إلى أن ثار عليه الأمير ضرغام بن سوار فالتجأ إلى نور الدين فأرسل معه الأمير أسد الدين شير كوه فنصروه على عدوه، فنكث عهده فلم يزل أسد الدين حنقا عليه حتى قتله في هذه السنة، على يدي ابن أخيه صلاح الدين، ضرب عنقه بين يدي الأمير جردنك في السابع عشر من ربيع الآخر، واستوزر بعده أسد الدين، فلم تطل مدته بعده إلا شهرين وخمسة أيام. قال ابن خلكان: هو أبو شجاع شاور بن مجير الدين بن نزار بن عشائر بن شاس بن مغيث ابن حبيب بن الحارث بن ربيعة بن مخيس بن أبى ذؤيب عبد الله وهو والد حليمة السعدية، كذا قال، وفيما قال نظر لقصر هذا النسب لبعد المدة والله أعلم.

[شير كوه بن شادى]

أسد الدين الكردي الزرزارى وهم أشرف شعوب الأكراد، وهو من قرية يقال لها درين من أعمال أذربيجان، خدم هو وأخوه نجم الدين أيوب - وكان الأكبر - الأمير مجاهد الدين نهروز الخادم شحنة العراق، فاستناب نجم الدين أيوب على قلعة تكريت، فاتفق أن دخلها عماد الدين زنكي هاربا من قراجا الساقي، فأحسنا إليه وخدماه، ثم اتفق أنه قتل رجلا من العامة فأخرجهما نهروز من القلعة فصارا إلى زنكي بحلب فأحسن إليهما، ثم حظيا عند ولده نور الدين محمود، فاستناب أيوب على بعلبكّ، وأقره ولده نور الدين، وصار أسد الدين عند نور الدين أكبر أمرائه، وأخصهم عنده وأقطعه الرحبة وحمص مع ماله عنده من الاقطاعات، وذلك لشهامته وشجاعته وصرامته وجهاده في الفرنج، في أيام معدودات ووقعات معتبرات، ولا سيما يوم فتح دمشق، وأعجب من ذلك ما فعله بديار مصر، بلّ الله بالرحمة ثراه وجعل الجنة مأواه، وكانت وفاته يوم السبت فجأة بخانوق حصل له، وذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>