عن حكيم عن محمد بن على عن أبيه قال: تزوج ﷺ ليلى بنت الحطيم الأنصارية وكانت غيورا فخافت نفسها عليه فاستقالته فأقالها].
[فصل فيمن خطبها ﵇ ولم يعقد عليها]
قال إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبي عن أم هانئ فاختة بنت أبى طالب أن رسول الله ﷺ خطبها فذكرت أن لها صبية صغارا فتركها، وقال:«خير نساء ركبن الإبل، صالح نساء قريش، أحناه على ولد طفل في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده»[وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة أن رسول الله ﷺ خطب أم هانئ بنت أبى طالب فقالت: يا رسول الله إني قد كبرت ولى عيال. وقال الترمذي حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الله ابن موسى حدثنا إسرائيل عن السدي عن أبى صالح عن أم هانئ بنت أبى طالب قالت خطبنى رسول الله ﷺ فاعتذرت اليه فعذرني. ثم أنزل الله ﴿إِنّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ﴾ الآية. قالت فلم أكن أحل له لانى لم أهاجر كنت من الطلقاء. ثم قال هذا حديث حسن لا نعرفه الا من حديث السدي فهذا يقتضي أن من لم تكن من المهاجرات لا تحل له ﷺ. وقد نقل هذا المذهب مطلقا القاضي الماوردي في تفسيره عن بعض العلماء. وقيل المراد بقوله ﴿اللاّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ﴾ أي من القرابات المذكورات. وقال قتادة ﴿اللاّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ﴾ أي أسلمن معك فعلى هذا لا يحرم عليه إلا الكفار وتحل له جميع المسلمات، فلا ينافي تزويجه من نساء الأنصار إن ثبت ذلك، ولكن لم يدخل بواحدة منهن أصلا. وأما حكاية الماوردي عن الشعبي أن زينب بنت خزيمة أم المساكين أنصارية فليس بجيد. فإنها هلالية بلا خلاف كما تقدم بيانه والله أعلم]
وروى محمد بن سعد عن هشام بن الكلبي عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عباس. قال: أقبلت ليلى بنت الحطيم الى رسول الله وهو مول ظهره الى الشمس، فضربت منكبه فقال:«من هذا أكله الأسود» فقالت أنا بنت مطعم الطير، ومبارى الريح، أنا ليلى بنت الحطيم جئتك لأعرض عليك نفسي تزوجني؟ قال:«قد فعلت» فرجعت الى قومها فقالت: قد تزوجت النبي ﷺ، فقالوا بئس ما صنعت أنت امرأة غيري ورسول الله صاحب نساء تغارين عليه، فيدعو الله عليك فاستقيليه، فرجعت فقالت: أقلني يا رسول الله. فأقالها. فتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر فولدت له، فبينما هي يوما تغتسل في بعض حيطان المدينة إذ وثب عليها ذئب أسود فأكل بعضها، فماتت. وبه عن ابن عباس أن ضباعة بنت عامر بن قرط كانت تحت عبد الله بن جدعان