فبعث معه أبا سلمة في سريته هذه. فلما انتهوا الى أرضهم تفرقوا وتركوا نعما كثيرا لهم من الإبل والغنم فأخذ ذلك كله أبو سلمة وأسر منهم معه ثلاثة مماليك وأقبل راجعا الى المدينة فأعطى ذلك الرجل الأسدي الّذي دلهم نصيبا وافرا من المغنم، وأخرج صفى النبي ﷺ عبدا وخمس الغنيمة وقسمها بين أصحابه ثم قدم المدينة. قال عمر بن عثمان فحدثني عبد الملك بن عبيد عن عبد الرحمن ابن سعيد بن يربوع عن عمر بن أبى سلمة قال: كان الّذي جرح أبى أبو اسامة الجشمي فمكث شهرا يداويه فبرأ فلما برأ بعثه رسول الله ﷺ في المحرم يعنى من سنة أربع الى قطن فغاب بضع عشرة ليلة، فلما دخل المدينة انتقض به جرحه فمات لثلاث بقين من جمادى الاولى. قال عمر:
واعتدّت أمى حتى خلت اربعة أشهر وعشر ثم تزوجها رسول الله ﷺ ودخل بها في ليال بقين من شوال فكانت أمى تقول: ما بأس بالنكاح في شوال والدخول فيه، قد تزوجني رسول الله ﷺ في شوال وبنى فيه. قال: وماتت أم سلمة في ذي القعدة سنة تسع وخمسين رواه البيهقي. قلت سنذكر في أواخر هذه السنة في شوالها تزويج النبي ﷺ بأم سلمة وما يتعلق بذلك من ولاية الابن أمه في النكاح ومذاهب العلماء في ذلك ان شاء الله تعالى وبه الثقة
[غزوة الرجيع]
قال الواقدي: وكانت في صفر يعنى سنة أربع بعثهم رسول الله ﷺ الى أهل مكة ليجيزوه قال والرجيع على ثمانية أميال من عسفان. قال البخاري: حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أبى سفيان الثقفي عن أبى هريرة قال: بعث النبي ﷺ سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما انتهى عاصم وأصحابه لجئوا الى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا: لكم العهد والميثاق ان نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلا فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهمّ أخبر عنا رسولك فقاتلوهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل وبقي خبيب وزيد ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا اليهم فلما استمكنوا منهم حلّوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث الّذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا