للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفى وعمره مائة وأربع عشرة سنة، وروى عن عمر عدة أحاديث، وروى عن غيره من أصحابه أيضا وله مناقب كثيرة .

[جبير بن نفير]

ابن مالك الحضرميّ له صحبة ورواية، وكان من علماء أهل الشام وكان مشهورا بالعبادة والعلم توفى بالشام وعمره مائة وعشرون سنة، وقيل أكثر وقيل أقل.

[عبد الله بن جعفر بن أبى طالب]

ولد بأرض الحبشة وأمه أسماء بنت عميس، وهو آخر من رأى النبي من بنى هاشم وفاة، سكن المدينة، ولما استشهد أبوه جعفر بمؤتة

«أتى النبي إلى أمهم فقال: ائتوني ببني أخى، فأتى بهم كأنهم أفرخ، فدعا بالحلاق فحلق رءوسهم ثم قال: اللهمّ اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقته، فجاءت أمهم فذكرت للنّبيّ أنه ليس لهم شيء، فقال أنا لهم عوضا من أبيهم» وقد بايع النبي عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمرهما سبع سنين، وهذا لم يتفق لغيرهما، وكان عبد الله بن جعفر بن أسخى الناس، يعطى الجزيل الكثير ويستقله، وقد تصدق مرة بألفي ألف، وأعطى مرة رجلا ستين ألفا، ومرة أعطى رجلا أربعة آلاف دينار، وقيل إن رجلا جلب مرة سكرا إلى المدينة فكسد عليه فلم يشتره أحد فأمر ابن جعفر قيمه أن يشتريه وأن يهديه للناس.

وقيل: إن معاوية لما حج ونزل في دار مروان قال يوما لحاجبه: انظر هل ترى بالباب الحسن أو الحسين أو ابن جعفر أو فلانا - وعد جماعة - فخرج فلم ير أحدا، فقيل له: هم مجتمعون عند عبد الله بن جعفر يتغدون، فأتى معاوية فأخبره فقال: ما أنا إلا كأحدهم، ثم أخذ عصا فتوكأ عليها ثم أتى باب ابن جعفر فاستأذن عليه ودخل فأجلسه في صدر فراشه، فقال له معاوية: أين غداؤك يا ابن جعفر؟ فقال: وما تشتهي من شيء فأدعو به؟ فقال معاوية: أطعمنا مخا، فقال يا غلام هات مخا، فأتى بصحيفة فأكل معاوية، ثم قال ابن جعفر لغلامه: هات مخا، فجاء بصحيفة أخرى ملآنة مخا إلى أن فعل ذلك ثلاث مرات، فتعجب معاوية وقال: يا ابن جعفر ما يشبعك إلا الكثير من العطاء، فلما خرج معاوية أمر له بخمسين ألف دينار، وكان ابن جعفر صديقا لمعاوية وكان يفد عليه كل سنة فيعطيه ألف ألف درهم، ويقضى له مائة حاجة. ولما حضرت معاوية الوفاة أوصى ابنه يزيد، فلما قدم ابن جعفر على يزيد قال له: كم كان أمير المؤمنين يعطيك كل سنة؟ قال ألف ألف. فقال له: قد أضعفناها لك، وكان يعطيه ألفى ألف كل سنة، فقال له عبد الملك بن جعفر: بأبي أنت وأمى ما قلتها لأحد قبلك، ولا أقولها لأحد بعدك، فقال يزيد: ولا أعطاكها أحد قبلي ولا يعطيكها أحد قبلي ولا يعطيكها أحد بعدي، وقيل إنه كان عند ابن جعفر جارية تغنيه تسمى عمارة، وكان يحبها محبة عظيمة، فحضر عنده يزيد

<<  <  ج: ص:  >  >>