للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابن السواري، سمع من أبى بكر بن مالك وخلق يطول ذكرهم، وكان ثقة صدوقا، دينا، حسن الاعتقاد والسيرة، توفى ليلة الثلاثاء تاسع عشر صفر منها عن ثمانين سنة وعشرة أيام.

[الملك جلال الدولة]

أبو طاهر بن بهاء الدولة بن بويه الديلميّ، صاحب العراق، كان يحب العباد ويزورهم، ويلتمس الدعاء منهم، وقد نكب مرات عديدة، وأخرج من داره، وتارة أخرج من بغداد بالكلية، ثم يعود إليها حتى اعتراه وجع كبده فمات من ذلك في ليلة الجمعة خامس شعبان منها، وله من العمر إحدى وخمسين سنة وأشهر، تولى العراق من ذلك ستة عشرة سنة وإحدى عشر شهرا والله أعلم.

[ثم دخلت سنة ست وثلاثين وأربعمائة]

فيها دخل الملك أبو كاليجار بغداد وأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات الخمس، ولم تكن الملوك تفعل ذلك، إنما كان يضرب لعضد الدولة ثلاث أوقات، وما كان يضرب في الأوقات الخمس إلا للخليفة، وكان دخوله إليها في رمضان، وقد فرق على الجند أموالا جزيلة، وبعث إلى الخليفة بعشرة آلاف دينار، وخلع على مقدمي الجيوش وهم البساسيري، والنشاورى، والهمام أبو اللقاء، ولقبه الخليفة محيي الدولة، وخطب له في بلاد كثيرة بأمر ملوكها، وخطب له بهمذان، ولم يبق لنواب طغرلبك فيها أمر. وفيها استوزر طغرلبك أبا القاسم عبد الله الجويني، وهو أول وزير وزر له.

وفيها ورد أبو نصر أحمد بن يوسف الصاحب مصر، وكان يهوديا فأسلم بعد موت الجرجرائي. وفيها تولى نقابة الطالبيين أبو أحمد بن عدنان بن الرضى، وذلك بعد وفاة عمه المرتضى. وفيها ولى القضاء أبو الطيب الطبري، قضاء الكرخ، مضافا إلى ما كان يتولاه من الفضاء بباب الطلق، وذلك بعد موت القاضي الصيمري. وفيها نظر رئيس الرؤساء أبو القاسم ابن المسلم في كتاب ديوان الخليفة، وكان عنده بمنزلة عالية. ولم يحج فيها أحد من أهل العراق.

[وممن توفى فيها من الأعيان.]

[الحسين بن على]

ابن محمد بن جعفر، أبو عبد الله الصيمري نسبة إلى نهر البصرة يقال له صيمر، عليه عدة قرى، أحد أئمة الحنفية، ولى قضاء المدائن ثم قضاء ربع الكرخ، وحدث عن أبى بكر المفيد، وابن شاهين وغيرهما، وكان صدوقا وافر العقل، جميل المعاشرة، حسن العبادة، عارفا بحقوق العلماء.

توفى في شوال عن خمس وثمانين سنة.

[عبد الوهاب بن منصور]

ابن أحمد، أبو الحسن المعروف بابن المشترى الأهوازي، كان قاضيا بالأهواز (١) ونواحيها،


(١) في ابن الأثير: قاضى خوزستان وفارس.

<<  <  ج: ص:  >  >>