للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمن اللحم والعظام لربي … ثم قلبي الشهيد أنت النذير

إنني عنك زاجر ثم حيّا … من لؤيّ وكلهم مغرور

قال ابن إسحاق: وقال عبد الله بن الزبعري أيضا حين أسلم:

منع الرقاد بلابل وهموم … والليل معتلج الرواق يهيم

مما أتانى أن أحمد لامنى … فيه فبت كأننى محموم

يا خير من حملت على أوصالها … عيرانة سرح اليدين غشوم

إني لمعتذر إليك من الّذي … أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

أيام تأمرنى بأغوى خطة … سهم وتأمرنى بها مخزوم

وأمد أسباب الردى ويقودني … أمر الغواة وأمرهم مشئوم

فاليوم آمن بالنبيّ محمد … قلبي ومخطئ هذه محروم

مضت العداوة وانقضت أسبابها … ودعت أواصر بيننا وحلوم

فاغفر فدى لك والديّ كلاهما … زللي فإنك راحم مرحوم

وعليك من علم المليك علامة … نور أغر وخاتم مختوم

أعطاك بعد محبة برهانه … شرفا وبرهان الإله عظيم

ولقد شهدت بأن دينك صادق … حق وأنك في المعاد جسيم

والله يشهد أن أحمد مصطفى … مستقبل في الصالحين كريم

قرم علا بنيانه من هاشم … فرع تمكن في الذرى وأروم

قال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له.

قلت: كان عبد الله بن الزبعري السهمي من أكبر أعداء الإسلام ومن الشعراء الذين استعملوا قواهم في هجاء المسلمين، ثم من الله عليه بالتوبة والانابة والرجوع إلى الإسلام والقيام بنصره والذب عنه.

[فصل]

قال ابن إسحاق: وكان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف من بنى سليم سبعمائة ويقول بعضهم ألف ومن بنى غفار أربعمائة [ومن أسلم أربعمائة] ومن مزينة ألف وثلاثة نفر وسائرهم من قريش والأنصار وحلفائهم وطوائف العرب من تميم وقيس وأسد. وقال عروة والزهري وموسى بن عقبة: كان المسلمون يوم الفتح الذين مع رسول الله اثنا عشر الفا فالله اعلم. قال ابن إسحاق وكان مما قيل من الشعر في يوم الفتح قول حسان بن ثابت:

<<  <  ج: ص:  >  >>