لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره فرأى أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه؟.
وقال: إذا أنت خفت الحر من الليل فاقرأ: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ١: ١ أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم.
وروى الطبراني وغيره أن الحلقة في المسجد الحرام كانت لابن عباس، فلما مات ابن عباس كانت لعطاء بن أبى رباح. وروى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الفضل بن دكين عن سفيان عن سلمة بن كهيل قال: ما رأيت أحدا يطلب بعمله ما عند الله تعالى إلا ثلاثة، عطاء، وطاوس، ومجاهد. وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عمر بن ذر قال: ما رأيت مثل عطاء قط، وما رأيت على عطاء قميصا قط، ولا رأيت عليه ثوبا يساوى خمسة دراهم. وقال أبو بلال الأشعري:
حدثنا قيس عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ: أن يعلى بن أمية كانت له صحبة، وكان يقعد في المسجد ساعة ينوى فيها الاعتكاف. وروى الأوزاعي عن عطاء قال: إن كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتعجن، وإن كانت قصتها لتضرب بالجفنة. وعن الأوزاعي عنه قال: وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ في دِينِ الله ٢٤: ٢ قال: ذلك في إقامة الحد عليهما.
وقال الأوزاعي: كنت باليمامة وعليها رجل وال يمتحن النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ منافق وما هو بمؤمن، ويأخذ عليهم بالطلاق والعتاق أن يسمى المسيء منافقا وما يسميه مؤمنا، فأطاعوه على ذلك وجعلوه له، قال: فلقيت عطاء فيما بعد فسألته عن ذلك فقال: ما أرى بذلك بأسا يقول الله تعالى: إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً ٣: ٢٨.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حدثنا إسماعيل بن أمية قال: كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم تخيل إلينا أنه يؤيد. وقال في قوله تعالى: لَا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله ٢٤: ٣٧ قال:
لا يلهيهم بيع ولا شراء عن مواضع حقوق الله تعالى التي افترضها عليهم أن يؤدوها في أوقاتها وأوائلها. وقال ابن جرير: رأيت عطاء يطوف بالبيت فقال لقائده: أمسكوا احفظوا عنى خمسا:
القدر خيره وشره، حلوه ومره من الله عز وجل، وليس للعباد فيه مشيئة ولا تفويض. وأهل قبلتنا مؤمنون حرام دماؤهم وأموالهم إلا بحقها. وقتال الفئة الباغية بالأيدي والنعال والسلاح، والشهادة على الخوارج بالضلالة. وقال ابن عمر: تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء بن أبى رباح.
وقال معاذ بن سعد: كنت جالسا عند عطاء فحدث بحديث، فعرض رجل له في حديثه فغضب عطاء وقال: ما هذه الأخلاق؟ وما هذه الطبائع؟ والله إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه فأريه أنى لا أحسن شيئا منه. وكان عطاء يقول: لأن أرى في بيتي شيطانا خير من أن أرى فيه وسادة، لأنها تدعو إلى النوم. وروى عثمان بن أبى شيبة عن عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عن ابن جرير قال: كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من سورة البقرة