للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر مقتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب

وما ورد فيه من الأحاديث النبويّة من الأخبار بمقتله وكيفيته وما في ذلك من دلائل النبوة وآيات المعجزة

كان أمير المؤمنين قد تنغصت عليه الأمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، ونكلوا عن القيام معه، واستفحل أمر أهل الشام، وصالوا وجالوا يمينا وشمالا، زاعمين أن الإمرة لمعاوية بمقتضى حكم الحكمين في خلعهما عليا وتولية عمرو بن العاص معاوية عند خلو الامرة عن أحد، وقد كان أهل الشام بعد التحكيم يسمون معاوية الأمير، وكلما ازداد أهل الشام قوة ضعف جأش أهل العراق، هذا وأميرهم على بن أبى طالب خير أهل الأرض في ذلك الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله ﷿، ومع هذا كله خذلوه وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، فكان يكثر أن يقول: ما يحبس أشقاها، أي ما ينتظر؟ ما له لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه ويشير إلى لحيته من هذه ويشير إلى هامته، كما

قال البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن محمد بن إسحاق الصنعاني ثنا أبو الحراب الأحوص بن حراب ثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة بن يزيد قال قال على: «والّذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه للحيته من رأسه فما يحبس أشقاها»؟ فقال عبد الله بن سبع: والله يا أمير المؤمنين لو أن رجلا فعل ذلك لأبدنا عترته: فقال أنشدكم بالله أن يقتل غير قاتلي. فقالوا: يا أمير المؤمنين ألا تستخلف؟ فقال: لا ولكن أترككم كما ترككم رسول الله. قالوا: فما تقول لربك إذا لقيته وقد تركتنا هملا؟ قال: أقول اللهمّ استخلفتنى فيهم ما بدا لك ثم قبضتني وتركتك فيهم فان شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.

[طريق أخرى]

قال أبو داود الطياليسى في مسندة: ثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب. قال:

جاءت الخوارج إلى على فقالوا له: اتّق الله فإنك ميت. قال: لا! والّذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكن مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته - عهد معهود وقضى مقضي، وقد خاب من افترى.

[طريق أخرى عنه]

قال الحافظ أبو يعلى: ثنا سويد بن سعيد ثنا رشدين بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن عثمان بن صهيب عن أبيه. قال قال على: قال لي رسول الله : «من أشقى الأولين؟ قلت:

عاقر الناقة، قال: صدقت فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله، قال: الّذي يضربك

<<  <  ج: ص:  >  >>