للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل له فضيلة وخلق حسن، كان قاضيا بملطية وخطيبا بها نحوا من عشرين سنة.

وفي يوم الخميس رابع جمادى الآخرة أعيد ابن الحداد إلى الحسبة واستمر ابن مبشر ناظر الأوقاف. وفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الآخرة درس ابن صصريّ بالاتابكية عوضا عن الشيخ صفى الدين الهندي. وفي يوم الأربعاء الآخر حضر ابن الزملكانى درس الظاهرية الجوانية عوضا عن الهندي أيضا بحكم وفاته كما ستأتي ترجمته. وفي أواخر رجب أخرج الأمير آقوش نائب الكرك من سجن القاهرة وأعيد إلى الامرة. وفي شعبان توجه خمسة آلاف من بلاد حلب فأغاروا على بلاد آمد، وفتحوا بلدانا كثيرة، وقتلوا وسبوا وعادوا سالمين، وخمسوا ما سبوا فبلغ سهم الخمس أربعة آلاف رأس وكسور. وفي أواخر رمضان وصل قراسنقر المنصوري إلى بغداد ومعه زوجته الخاتون بنت أبغا ملك التتر، وجاء في خدمته خربندا واستأذنه في الغارة على أطراف بلاد المسلمين فلم يأذن له، ووثب عليه رجل فداوى من جهة صاحب مصر فلم يقدر عليه وقتل الفداوى. وفي يوم الأربعاء سادس عشر رمضان درس بالعادلية الصغيرة الفقيه الامام فخر الدين محمد بن على المصري المعروف بابن كاتب قطلوبك، بمقتضى نزول مدرسها كمال الدين بن الزملكانى له عنها، وحضر عنده القضاة والأعيان والخطيب وابن الزملكانى أيضا. وفي هذا الشهر كملت عمارة القيسارية المعروفة بالدهشة عند الوراقين واللبادين وسكنها التجار، فتميزت بذلك أوقاف الجامع، وذلك بمباشرة الصاحب شمس الدين. وفي ثامن شوال قتل أحمد الروسى شهد عليه بالعظائم من ترك الواجبات واستحلال المحرمات واستهانته وتنقيصه بالكتاب والسنة، فحكم المالكي بإراقة دمه وإن أسلم، فاعتقل ثم قتل.

وفي هذا اليوم كان خروج الركب الشامي وأميره سيف الدين طقتمر وقاضيه قاضى ملطية. وحج فيه قاضى حماة وحلب وماردين ومحيي الدين كاتب ملك الأمراء تنكز وصهره فخر الدين المصري.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[شرف الدين أبو عبد الله]

محمد بن العدل عماد الدين محمد بن أبى الفضل محمد بن أبى الفتح نصر الله بن المظفر بن أسعد ابن حمزة بن أسد بن على بن محمد التميمي الدمشقيّ ابن القلانسي، ولد سنة ست وأربعين وستمائة وباشر نظر الخاص. وقد شهد قبل ذلك في القيمة ثم تركها، وقد ترك أولادا وأموالا جمة، توفى ليلة السبت ثانى عشر صفر ودفن بقاسيون.

[الشيخ صفى الدين الهندي]

أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي الشافعيّ المتكلم، ولد بالهند سنة أربع وأربعين وستمائة، واشتغل على جده لامه، وكان فاضلا، وخرج من دهلي في رجب سنة سبع وستين فحج

<<  <  ج: ص:  >  >>