وعنه جماعة من التابعين وغيرهم، ووثقه ابن معين وأبو زرعة وغير واحد. وكان ابن عمر يجلس في حلقته ويبكى وكان يعجبه تذكيره، وكان بليغا، وكان يبكى حتى يبل الحصى بدموعه. قال مهدي ابن ميمون عن غيلان بن جرير قال: كان عبيد بن عمير إذا آخى أحدا في الله استقبل به القبلة فقال اللهمّ اجعلنا سعداء بما جاء به نبيك، واجعل محمدا شهيدا علينا بالايمان، وقد سبقت لنا منك الحسنى غير متطاول علينا الأمد، ولا قاسية قلوبنا ولا قائلين ما ليس لنا بحق، ولا سائلين ما ليس لنا به علم. وحكى البخاري عن ابن جريج أن عبيد بن عمير مات قبل ابن عمر ﵁.
[أبو جحيفة]
وهب بن عبد الله السوائى، صحابى رأى النبي ﷺ، وكان دون البلوغ عند وفاة النبي ﷺ لكن روى عنه عدة أحاديث، وعن على والبراء بن عازب، وعنه جماعة من التابعين، منهم إسماعيل بن أبى خالد، والحكم وسلمة بن كهيل والشعبي وأبو إسحاق السبيعي، وكان قد نزل الكوفة وابتنى بها دارا وتوفى في هذه السنة، وقيل في سنة أربع وتسعين فالله أعلم. وكان صاحب شرطة على، وكان على إذا خطب يقوم أبو جحيفة تحت منبره.
[سلمة بن الأكوع]
ابن عمرو بن سنان الأنصاري وهو أحد من بايع تحت الشجرة، وكان من فرسان الصحابة ومن علمائهم، كان يفتى بالمدينة، وله مشاهد معروفة في حياة النبي ﷺ وبعده، توفى بالمدينة وقد جاوز السبعين سنة.
[مالك بن أبى عامر]
الأصبحي المدني وهو جد الامام مالك بن أنس، روى عن جماعة من الصحابة وغيرهم وكان فاضلا عالما، توفى بالمدينة.
[أبو عبد الرحمن السلمي]
مقرئ أهل الكوفة بلا مدافعة واسمه عبد الله بن حبيب، قرأ القرآن على عثمان بن عفان وابن مسعود، وسمع من جماعة من الصحابة وغيرهم، وأقرأ الناس القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، قرأ عليه عاصم بن أبى النجود وخلق غيره، توفى بالكوفة.
[أبو معرض الأسدي]
اسمه مغيرة بن عبد الله الكوفي، ولد في حياة النبي ﷺ، ووفد على عبد الملك بن مروان وامتدحه، وله شعر جيد، ويعرف بالأقطشى، وكان أحمر الوجه كثير الشعر، توفى بالكوفة في هذه السنة، وقد قارب الثمانين سنة.