فما كنت في الجيش الّذي نال عامر … وما كان عن جرى لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة … نزائع جاءت من سهام وسردد
قال ابن إسحاق: فزعموا أنه حين أنشد رسول الله ﷺ ونالني مع الله من طردت كل مطرد، ضرب رسول الله ﷺ بيده في صدره وقال «أنت طردتني كل مطرد».
[فصل]
ولما انتهى رسول الله ﷺ الى مر الظهران نزل فيه فأقام كما
روى البخاري عن يحيى بن بكير عن الليث ومسلم عن أبى الطاهر عن ابن وهب كلاهما عن يونس عن الزهري عن أبى سلمة عن جابر قال: كنا مع رسول الله ﷺ بمر الظهران نجتنى الكباث، وإن رسول الله ﷺ قال «عليكم بالأسود منه فإنه أطيب» قالوا يا رسول الله أكنت ترعى الغنم؟ قال «نعم وهل من نبي الا وقد رعاها»
وقال البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن احمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن سنان بن إسماعيل عن أبى الوليد سعيد بن مينا قال: لما فرغ أهل مكة ورجعوا أمرهم رسول الله ﷺ بالمسير الى مكة، فلما انتهى الى مر الظهران نزل بالعقبة فأرسل الجناة يجتنون الكباث، فقلت لسعيد وما هو؟ قال ثمر الأراك قال فانطلق ابن مسعود فيمن يجتنى، قال فجعل أحدهم إذا أصاب حبة طيبة قذفها في فيه، وكانوا ينظرون إلى دقة ساقى ابن مسعود وهو يرقى في الشجرة فيضحكون فقال رسول الله ﷺ«تعجبون من دقة ساقيه فو الّذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد» وكان ابن مسعود ما اجتنى من شيء جاء به وخياره الى رسول الله ﷺ فقال في ذلك:
هذا جناي وخياره فيه … إذ كل جان يده الى فيه
وفي الصحيحين عن أنس قال: أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فادركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها، وبعث إلى رسول الله ﷺ بوركها وفخذيها فقبله. وقال ابن إسحاق: ونزل رسول الله ﷺ مر الظهران وقد عميت الاخبار عن قريش فلا يأتيهم خبر عن رسول الله ﷺ ولا يدرون ما رسول الله ﷺ فاعل، وخرج في تلك الليالي أبو سفيان بن حرب وحكيم ابن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون الاخبار وينظرون هل يجدون خبرا أو يسمعون به. وذكره ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة أن رسول الله ﷺ بعث بين يديه عيونا خيلا يقتصون العيون وخزاعة لا تدع أحدا يمضى وراءها، فلما جاء أبو سفيان وأصحابه أخذتهم خيل المسلمين وقام اليه عمر يجأ في عنقه حتى أجاره العباس بن عبد المطلب وكان صاحبا لأبي سفيان. قال ابن إسحاق: وقال العباس حين نزل رسول الله ﷺ مر الظهران قلت واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله ﷺ