برأسه في الشام، ثم بعث به إلى أخيه عبد العزيز بمصر فطيف برأسه هنالك، ثم دفنوا رأسه بمصر وجثته بالرجح، وقد قال بعض الشعراء في ذلك: -
هيهات موضع جثة من رأسها … رأس بمصر وجثة بالرجح
وإنما ذكر ابن جرير مقتل ابن الأشعث في سنة خمس وثمانين فالله أعلم.
وعبد الرحمن هذا هو أبو محمد بن الأشعث بن قيس، ومنهم من يقول عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي الكوفي،
قد روى له أبو داود والنسائي عن أبيه عن جده عن ابن مسعود: حديث «إذا اختلف المتبايعان والسلعة قائمة فالقول ما قال البائع أو تشاركا». وعنه أبو العميس ويقال إن الحجاج قتله بعد التسعين سنة فالله أعلم. والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالامارة وليس من قريش، وإنما هو كندى من اليمن، وقد اجتمع الصحابة يوم السقيفة على أن الإمارة لا تكون إلا في قريش، واحتج عليهم الصديق بالحديث في ذلك، حتى ان الأنصار سألوا أن يكون منهم أمير مع أمير المهاجرين فأبى الصديق عليهم ذلك، ثم مع هذا كله ضرب سعد بن عبادة الّذي دعا إلى ذلك أولا ثم رجع عنه، كما قررنا ذلك فيما تقدم. فكيف يعمدون إلى خليفة قد بويع له بالامارة على المسلمين من سنين فيعزلونه وهو من صلبية قريش ويبايعون لرجل كندى بيعة لم يتفق عليها أهل الحل والعقد؟ ولهذا لما كانت هذه زلة وفلتة نشأ بسببها شر كبير هلك فيه خلق كثير ف ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾
أيوب بن القرّية
وهي أمه واسم أبيه يزيد بن قيس بن زرارة بن مسلم النمري الهلالي، كان أعرابيا أميا، وكان يضرب به المثل في فصاحته وبيانه وبلاغته، صحب الحجاج ووفد على عبد الملك، ثم بعثه رسولا إلى ابن الأشعث فقال له ابن الأشعث: لئن لم تقم خطيبا فتخلع الحجاج لأضربن عنقك، ففعل وأقام عنده، فلما ظهر الحجاج استحضره وجرت له معه مقامات ومقالات في الكلام، ثم آخر الأمر ضرب عنقه وندم بعد ذلك على ما فعل من ضرب عنقه، ولكن ندم حيث لا ينفعه الندم. كما قيل: وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل * وقد ذكره ابن عساكر في تاريخه وابن خلكان في الوفيات وأطال ترجمته وذكر فيها أشياء حسنة، قال: والقرية بكسر القاف وتشديد الياء وهي جدته واسمها جماعة بنت جشم قال ابن خلكان: ومن الناس من أنكر وجوده ووجود مجنون ليلى، وابن أبى العقب صاحب الملحمة، وهو يحيى بن عبد الله بن أبى العقب والله أعلم.
[روح بن زنباع]
ابن سلامة الجذامي أبو زرعة ويقال أبو زنباع الدمشقيّ داره بدمشق في طرف البزوريين عند دار