وتقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم … ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهلى بعد مفتقدي … منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم … أن تخلفوني بسوء في ذوى رحم
وقد روى أبو مخنف عن سليمان بن أبى راشد عن عبد الرحمن بن عبيد أبى الكنود أن بنت عقيل هي التي قالت هذا الشعر، وهكذا حكى الزبير بن بكار أن زينب الصغرى بنت عقيل بن أبى طالب هي التي قالت ذلك حين دخل آل الحسين المدينة النبويّة. وروى أبو بكر بن الأنباري باسناده أن زينب بنت على بن أبى طالب من فاطمة - وهي زوج عبد الله بن جعفر أم بنيه - رفعت سجف خبائها يوم كربلاء يوم قتل الحسين وقالت هذه الأبيات فالله أعلم. وقال هشام بن الكلبي:
حدثني بعض أصحابنا عن عمرو بن المقدام قال: حدثني عمر بن عكرمة قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة فإذا مولاة لنا تحدثنا قالت: سمعت البارحة مناديا ينادى وهو يقول:
أيها القاتلون ظلما حسينا … أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم … من نبي ومالك وقبيل
لقد لعنتم على لسان بن داود … وموسى وحامل الإنجيل
قال ابن هشام: حدثني عمرو بن حيزوم الكلبي عن أمه قالت: سمعت هذا الصوت. وقال الليث وأبو نعيم يوم السبت. ومما أنشده الحاكم أبو عبد الله النيسابورىّ وغيره لبعض المتقدمين في مقتل الحسين
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد … متزملا بدمائه تزميلا
وكأنما بك يا ابن بنت محمد … قتلوا جهارا عامدين رسولا
قتلوك عطشانا ولم يتدبروا … في قتلك القرآن والتنزيلا
ويكبرون بأن قتلت وإنما … قتلوا بك التكبير والتهليلا
[فصل]
وكان مقتل الحسين ﵁ يوم الجمعة، يوم عاشوراء من المحرم سنة إحدى وستين. وقال هشام بن الكلبي، سنة ثنتين وستين، وبه قال على بن المديني. وقال ابن لهيعة: سنة ثنتين أو ثلاث وستين. وقال غيره سنة ستين. والصحيح الأول. بمكان من الطّفّ يقال له كربلاء من أرض العراق وله من العمر ثمان وخمسون سنة أو نحوها، وأخطأ أبو نعيم في قوله: إنه قتل وله من العمر خمس أو ست وستون سنة