للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغنوي، شهد هو وابنه مرثد بدرا، ولم يشهدها رجل هو وابنه سواهما، واستشهد ابنه مرثد يوم الرجيع كما تقدم، وابن ابنه أنيس بن مرثد بن أبى مرثد له صحبة أيضا، شهد الفتح وحنينا وكان عين رسول الله يوم أوطاس فهم ثلاثة نسقا، وقد كان أبو مرثد حليفا للعباس بن عبد المطلب،

وروى له عن النبي حديث واحد انه قال: لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا إليها، قال الواقدي: توفى سنة ثنتى عشرة، زاد غيره بالشام، وزاد غيره عن ست وستين سنة، وكان رجلا طويلا كثير الشعر، قلت: وفي قبلىّ دمشق قبر يعرف بقبر كثير، والّذي قرأته على قبره هذا قبر كناز بن الحصين صاحب رسول الله ، ورأيت على ذلك المكان روحا وجلالة، والعجب أن الحافظ ابن عساكر لم يذكره في تاريخ الشام فالله أعلم.

[وممن توفى في هذه السنة أبو العاص بن الربيع]

ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي زوج أكبر بنات رسول الله زينب، وكان محسنا إليها ومحبا لها، ولما أمره المسلمون بطلاقها حين بعث رسول الله أبى عليهم ذلك، وكان ابن أخت خديجة بنت خويلد واسم أمه هالة، ويقال هند بنت خويلد واختلف في اسمه فقيل: لقيط، وهو الأشهر، وقيل: مهشم وقيل: هشيم، وقد شهد بدرا من ناحية الكفار فأسر، فجاء أخوه عمرو بن الربيع ليفاديه وأحضر معه في الفداء قلادة كانت خديجة أخرجتها مع ابنتها زينب حين تزوج أبو العاص بها، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة وأطلقه بسببها، واشترط عليه أن يبعث له زينب إلى المدينة فوفى له بذلك، واستمر أبو العاص على كفره بمكة إلى قبيل الفتح بقليل، فخرج في تجارة لقريش فاعترضه زيد بن حارثة في سرية فقتلوا جماعة من أصحابه وغنموا العير، وفر أبو العاص هاربا إلى المدينة فاستجار بامرأته زينب فأجارته، فأجاز رسول الله جوارها، ورد عليه ما كان معه من أموال قريش، فرجع بها أبو العاص إليهم، فرد كل مال إلى صاحبه، ثم تشهد شهادة الحق وهاجر إلى المدينة، ورد عليه رسول الله زينب بالنكاح الأول وكان بين فراقها له وبين اجتماعهاست سنين وذلك بعد سنتين من وقت تحريم المسلمات على المشركين في عمرة الحديبيّة، وقيل إنما ردها عليه بنكاح جديد فالله أعلم * وقد ولد له من زينب على بن أبى العاص، وخرج مع على إلى اليمن حين بعثه إليها رسول الله وكان رسول الله يثنى عليه خيرا في صهارته، ويقول: حدثني فصدقني وواعدني فوفانى، وقد توفى في أيام الصديق سنة ثنتى عشرة. وفي هذه السنة تزوج على بن أبى طالب بابنته أمامة بنت أبى العاص، بعد وفاة خالتها فاطمة، وما أدرى هل كان ذلك قبل وفاة أبى العاص أو بعده فالله أعلم * (تم الجزء السادس من البداية والنهاية ويليه الجزء السابع وأوله سنة ثلاث عشرة من الهجرة النبويّة، نسأل الله التوفيق والإعانة على إتمامه.)

<<  <  ج: ص:  >  >>