محمد بن إسحاق المسيبي عن أنس بن عياض عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر فذكره. وقد رواه الامام احمد بطوله عن أبى قرة موسى بن طارق عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر به نحوه. وهذه الأماكن لا يعرف اليوم كثير منها أو أكثرها لأنه قد غير أسماء أكثر هذه البقاع اليوم عند هؤلاء الأعراب الذين هناك فان الجهل قد غلب على أكثرهم. وانما أوردها البخاري ﵀ في كتابه لعل أحدا يهتدى اليها بالتأمل والتفرس والتوسم أو لعل أكثرها أو كثيرا منها كان معلوما في زمان البخاري والله تعالى أعلم.
[باب دخول النبي ﷺ الى مكة شرفها الله ﷿]
قال البخاري حدثنا مسدد ثنا يحيى بن عبد الله حدثني نافع عن ابن عمر. قال: بات النبي ﷺ بذي طوى حتى أصبح ثم دخل مكة وكان ابن عمر يفعله. ورواه مسلم من حديث يحيى بن سعيد القطان به. وزاد حتى صلى الصبح أو قال حتى أصبح. وقال مسلم ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهارا ويذكر عن النبي ﷺ أنه فعله. ورواه البخاري من حديث حماد بن زيد عن أيوب به. ولهما من طريق أخرى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر كان إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية ثم يبيت بذي طوى وذكره. وتقدم آنفا ما أخرجاه من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ كان يبيت بذي طوى حتى يصبح فيصلي الصبح حين يقدم مكة ومصلى رسول الله ﷺ عند أكمة غليظة وأن رسول الله ﷺ استقبل فرضتى الجبل الّذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة فجعل المسجد الّذي بنى ثم يسار المسجد بطرف الأكمة ومصلى رسول الله ﷺ أسفل منه على الأكمة السوداء يدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها ثم يصلى مستقبل الفرضتين من الجبل الّذي بينك وبين الكعبة. أخرجاه في الصحيحين. وحاصل هذا كله أنه ﵇ لما انتهى في مسيره إلى ذي طوى وهو قريب من مكة متاخم للحرم أمسك عن التلبية لأنه قد وصل الى المقصود وبات بذلك المكان حتى أصبح فصلى لك الصبح في المكان الّذي وصفوه بين فرضتى الجبل الطويل لك. ومن تأمل هذه الأماكن المشار اليها بعين البصيرة عرفها معرفة جيدة وتعين له المكان الّذي صلى فيه رسول الله ﷺ. ثم اغتسل صلوات الله وسلامه عليه لأجل دخول مكة ثم ركب ودخلها نهارا جهرة علانية من الثنية العليا التي بالبطحاء. ويقال كذا ليراه الناس ويشرف عليهم وكذلك دخل منها يوم الفتح كما ذكرناه، قال مالك عن نافع عن