ابن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبى، ثنا هشام ابن لاحق - سنة خمس وثمانين ومائة - ثنا عاصم الأحول عن أبى عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: استأذنت الحمى على رسول الله ﷺ، فقال: من أنت؟ قالت: أنا الحمى، أبري اللحم، وأمص الدم، قال: اذهبي إلى أهل قباء، فأتتهم فجاءوا إلى رسول الله ﷺ وقد اصفرت وجوههم، فشكوا إليه الحمى فقال لهم: ما شئتم؟ إن شئتم دعوت الله فيكشف عنكم، وإن شئتم تركتموها فأسقطت ذنوبكم، قالوا: بل ندعها يا رسول الله * وهذا الحديث ليس هو في مسند الامام أحمد ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة. وقد ذكرنا في أول الهجرة دعاءه ﵇ لأهل المدينة أن يذهب حماها إلى الجحفة، فاستجاب الله له ذلك فان المدينة كانت من أوبإ أرض الله فصححها الله ببركة حلوله بها، ودعائه لأهلها صلوات الله وسلامه عليه.
[حديث آخر في ذلك]
قال الامام أحمد: ثنا روح، ثنا شعبة عن أبى جعفر المديني سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف: أن رجلا ضريرا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله ادع الله أن يعافيني، فقال: إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك، وإن شئت دعوت لك قال: لا، بل ادع الله لي، قال: فأمره رسول الله ﷺ أن يتوضأ ويصلّى ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء: اللهمّ إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك في حاجتي هذه فتقضى وتشفعني فيه وتشفعه فىّ. قال: فكان يقول هذا مرارا. ثم قال بعد: أحسب أن فيها أن تشفعني فيه، قال:
ففعل الرجل فبرأ. وقد رواه أحمد أيضا عن عثمان بن عمرو عن شعبة به. وقال: اللهمّ شفعه فىّ، ولم يقل الأخرى، وكأنها غلط من الراويّ والله أعلم * وهكذا رواه الترمذي والنسائي عن محمود بن غيلان، وابن ماجة عن أحمد بن منصور بن سيار، كلاهما عن عثمان بن عمرو. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جعفر الخطميّ * ثم رواه أحمد أيضا عن مؤمل بن حماد ابن سلمة بن أبى جعفر الخطميّ عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف فذكر الحديث * وهكذا رواه النسائي عن محمد بن معمر عن حبان عن حماد بن سلمة به * ثم رواه النسائي عن زكريا بن يحيى عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام عن أبيه عن أبى جعفر عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف * وهذه الرواية تخالف ما تقدم، ولعله عند أبى جعفر الخطميّ من الوجهين والله عمه عثمان بن حنيف * وهذه الرواية تخالف ما تقدم، ولعله عند أبى جعفر الخطميّ من الوجهين والله أعلم *
وقد روى البيهقي والحاكم من حديث يعقوب بن سفيان عن أحمد بن شبيب عن سعيد الحنطبى عن أبيه عن روح بن القاسم عن أبى جعفر المديني عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف قال: سمعت رسول الله ﷺ وجاءه رجل ضرير، فشكا إليه ذهاب بصره،