للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «هم قوم لا يعرفون العمل، فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر». قالوا نعم! وقد ذكرنا ما ورد من الأحاديث والآثار في فضائل الأنصار وحسن سجاياهم عند قوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ الآية.

[فصل في موت أبى أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة على قومه بنى النجار، وقد شهد العقبات الثلاث وكان أول من بايع رسول الله ليلة العقبة الثانية في قول وكان شابا وهو أول من جمع بالمدينة في نقيع الخضمات في هزم النبيت كما تقدم.]

قال محمد بن إسحاق: وهلك في تلك الأشهر أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى أخذته الذبحة - أو الشهقة -. وقال ابن جرير في التاريخ: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ثنا يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن أنس أن رسول الله كوى أسعد بن زرارة في الشوكة. رجاله ثقات.

قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. قال قال رسول الله : «بئس الميت أبو أمامة، ليهود ومنافقي العرب، يقولون لو كان نبيا لم يمت صاحبه، ولا أملك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئا» وهذا يقتضي أنه أول من مات بعد مقدم النبي ، وقد زعم أبو الحسن بن الأثير في الغابة أنه مات في شوال بعد مقدم النبي بسبعة أشهر فالله أعلم.

وذكر محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن بنى النجار سألوا رسول الله أن يقيم لهم نقيبا بعد أبى أمامة أسعد بن زرارة فقال: «أنتم أخوالى وأنا بما فيكم وأنا نقيبكم» وكره أن يخص بها بعضهم دون بعض، فكان من فضل بنى النجار الّذي يعتدون به على قومهم أن كان رسول الله نقيبهم. قال ابن الأثير: وهذا يرد قول أبى نعيم وابن مندة في قولهما أن أسعد بن زرارة كان نقيبا على بنى ساعدة، إنما كان على بنى النجار، وصدق ابن الأثير فيما قال. وقد قال أبو جعفر بن جرير في التاريخ: كان أول من توفى بعد مقدمه المدينة من المسلمين - فيما ذكر - صاحب منزله كلثوم بن الهدم، لم يلبث بعد مقدمه إلا يسيرا حتى مات، ثم توفى بعده أسعد بن زرارة وكانت وفاته في سنة مقدمه قبل أن يفرغ بناء المسجد بالذبحة أو الشهقة.

قلت: وكلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي وهو من بنى عمرو بن عوف وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>