على وابنه الحسن بن على حين ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية وأحمد نار الفتنة وسكن رحى الحروب بين المسلمين والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الأمة في أمر من الأمور * وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذاك هوس في الرءوس وهذيان في النفوس لا حقيقة له ولا عين ولا أثر * والمقصود أن هاجر ﵍ لما ولد لها إسماعيل اشتدت غيرة سارة منها وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها فذهب بها وبولدها فسار بهما حتى وضعهما حيث مكة اليوم ويقال إن ولدها كان إذ ذاك رضيعا فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما قامت اليه هاجر وتعلقت بثيابه وقالت يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا هاهنا وليس معنا ما يكفينا فلم يجبها فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها قالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت فإذا لا يضيعنا * وقد ذكر الشيخ أبو محمد بن أبى زيد ﵀ في كتاب النوادر أن سارة تغضبت على هاجر فحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منها فأمرها الخليل أن تثقب أذنيها وأن تخفضها فتبر قسمها * قال السهيليّ فكانت أول من اختتن من النساء وأول من ثقبت أذنها منهن وأول من طولت ذيلها *
[ذكر مهاجرة إبراهيم بابنه إسماعيل وامه هاجر الى جبال فاران وهي أرض مكة وبنائه البيت العتيق]
قال البخاري قال عبد الله بن محمد هو أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبى وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الّذي ليس به انس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت اليها فقالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا. ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال ﴿رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ﴾