سمع من أبى بكر بن مالك وغيره، وكان كما قال البرقاني ثقة أمينا، وكان يسترزق من الوراقة - وهو النسخ - يقال إنه كان يكتب ديوان المتنبي في ثلاث ليال فيبيعه بمائتي درهم، ولما توفى أخذ السلطان من تركته ألف دينار سوى الأملاك، وكان قد أوصى بثلث ماله في متفقهة الحنابلة، فلم تصرف
[لطف الله أحمد بن عيسى]
أبو الفضل الهاشمي، ولى القضاء والخطابة بدرب ريحان، وكان ذا لسان، وقد أضر في آخر عمره، وكان يروى حكايات وأناشيد من حفظه، توفى في صفر منها.
[محمد بن أحمد]
ابن على بن موسى بن عبد المطلب، أبو على الهاشمي، أحد أئمة الحنابلة وفضلائهم.
[محمد بن الحسن]
ابن أحمد بن على أبو الحسن الأهوازي، ويعرف بابن أبى على الأصبهاني، ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقدم بغداد وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه، فسمعها منه البرقاني، إلا أنه بان كذبه، حتى كان بعضهم يسميه جراب الكذب، أقام ببغداد سبع سنين، ثم عاد إلى الأهواز فمات بها
مهيار الديلميّ الشاعر
مهيار بن مرزويه أبو الحسين الكاتب الفارسي، ويقال له الديلميّ، كان مجوسيا فأسلم، إلا أنه سلك سبيل الرافضة، وكان ينظم الشعر القوى الفحل في مذاهبهم، من سب الصحابة وغيرهم، حتى قال له أبو القاسم بن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى زاوية أخرى في النار، كنت مجوسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة، وقد كان منزله بدرب رباح من الكرخ، وله ديوان شعر مشهور، فمن مستجاد قوله:
أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب … وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب
وأبتغي عندكم قلبا سمحت به … وكيف يرجع شيء وهو موهوب
ما كنت أعرف مقدار حبكم … حتى هجرت وبعض الهجر تأديب
ولمهيار أيضا:
أجارتنا بالغور والركب منهم … أيعلم خال كيف بات المتيم
رحلتم وجمر القلب فينا وفيكم … سواء ولكن ساهرون ونوّم
فبنتم عنا ظاعنين وخلفوا … قلوبا أبت أن تعرف الصبر عنهم
ولما خلى التوديع عما حذرته … ولم يبق إلا نظرة لي تغنم
بكيت على الوادي وحرمت ماءه … وكيف به ماء وأكثره دم
قال ابن الجوزي: ولما كان شعره أكثره جيدا اقتصرت على هذا القدر. توفى في جمادى