عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال قال سليمان لملك الموت إذا أمرت بى فأعلمني فأتاه فقال يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس له باب فقام يصلى فاتكأ على عصاه قال فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متوك على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من ملك الموت قال والجن تعمل بين يديه وينظرون اليه يحسبون أنه حي قال فبعث الله دابة الأرض يعنى الى منسأته فأكلتها حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر فلما رأت الجن ذلك انفضوا وذهبوا قال فذلك قوله ﴿ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ﴾. قال أصبغ وبلغني عن غيره أنها مكثت سنة تأكل في منسأته حتى خر وقد روى نحو هذا عن جماعة من السلف وغيرهم والله أعلم.
قال إسحاق بن بشر عن محمد ابن إسحاق عن الزهري وغيره ان سليمان ﵇ عاش ثنتين وخمسين سنة وكان ملكه أربعين سنة وقال إسحاق أنبأنا أبو روق عن عكرمة عن ابن عباس أن ملكه كان عشرين سنة والله أعلم وقال ابن جرير فكان جميع عمر سليمان بن داود ﵉ نيفا وخمسين سنة وفي سنة اربع من ملكه ابتدأ ببناء بيت المقدس فيما ذكر ثم ملك بعده ابنه رحبعام مدة سبع عشرة سنة فيما ذكره ابن جرير وقال ثم تفرقت بعده مملكة بنى إسرائيل.
[باب ذكر جماعة من أنبياء بنى إسرائيل ﵈ ممن لا يعلم وقت زمانهم على التعيين الا انهم بعد داود وسليمان ﵉ وقبل زكريا ويحيى ﵉]
[فمنهم شعيا بن امصيا]
قال محمد بن إسحاق وكان قبل زكريا ويحيى وهو ممن بشر بعيسى ومحمد ﵉ وكان في زمانه ملك اسمه حزقيا على بنى إسرائيل ببلاد بيت المقدس وكان سامعا مطيعا لشعيا فيما يأمره به وينهاه عنه من المصالح وكانت الأجداث قد عظمت في بنى إسرائيل فمرض الملك وخرجت في رجله قرحة. وقصد بيت المقدس ملك بابل في ذلك الزمان وهو سنحاريب قال ابن إسحاق في ستمائة ألف راية وفزع الناس فزعا عظيما شديدا وقال الملك للنّبيّ شعيا ماذا أوحى الله إليك في أمر سنحاريب وجنوده فقال لم يوح الى فيهم شيء بعد. ثم نزل عليه الوحي بالأمر للملك حزقيا بان يوصى ويستخلف على ملكه من يشاء فإنه قد اقترب أجله فلما أخبره بذلك أقبل الملك على القبلة فصلى وسبح ودعا وبكى فقال وهو يبكى ويتضرع الى الله ﷿ بقلب مخلص وتوكل وصبر (اللهمّ رب الأرباب وإله الآلهة يا رحمان