وقال ابن حزم هذا الحديث وضعه عكرمة بن عمار وهذا القول منه لا يتابع عليه. وقال آخرون أراد ان يجدد العقد لما فيه بغير إذنه من الغضاضة عليه. وقال بعضهم لانه اعتقد انفساخ نكاح ابنته بإسلامه. وهذه كلها ضعيفة والأحسن في هذا أنه أراد ان يزوجه ابنته الأخرى عرة لما رأى في ذلك من الشرف له واستعان بأختها أم حبيبة كما في الصحيحين وانما وهم الراويّ في تسميته أم حبيبة وقد أوردنا لذلك خبرا مفردا. قال أبو عبيد القاسم بن سلام توفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين وقال أبو بكر بن أبى خيثمة توفيت قبل معاوية لسنة وكانت وفاة معاوية في رجب سنة ستين
[تزويجه ﵇ بزينب بنت جحش]
ابن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الاسدية أم المؤمنين وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله ﷺ وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة ﵁ قال قتادة والواقدي وبعض أهل المدينة تزوجها ﵇ سنة خمس زاد بعضهم في ذي القعدة قال الحافظ البيهقي تزوجها بعد بنى قريظة وقال خليفة بن خياط وأبو عبيدة معمر بن المثنى وابن مندة تزوجها سنة ثلاث والأول أشهر وهو الّذي سلكه ابن جرير وغير واحد من أهل التاريخ وقد ذكر غير واحد من المفسرين والفقهاء وأهل التاريخ في سبب تزويجه إياها ﵇ حديثا ذكره احمد بن حنبل في مسندة تركنا إيراده قصدا لئلا يضعه من لا يفهم على غير موضعه وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاِتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً﴾. ﴿ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً﴾ وقد تكلمنا على ذلك في التفسير بما فيه كفاية فالمراد بالذي أنعم الله عليه هاهنا زيد بن حارثة مولى رسول الله ﷺ أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم عليه رسول الله ﷺ بالعتق وزوجه بابنة عمه زينب بنت جحش.
قال مقاتل بن حبان: وكان صداقه لها عشرة دنانير وستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وخمسين مدا وعشرة أمداد من تمر فمكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها ثم وقع بينهما فجاء زوجها يشكو الى رسول الله ﷺ فكان ﷺ يقول له: اتّق الله وأمسك عليك زوجك. قال الله ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾
قال على بن الحسين زين العابدين والسدي: كان الله قد علم أنها ستكون من أزواجه فهو الّذي كان في نفسه ﵇. وقد تكلم كثير من السلف هاهنا بآثار