كَانَ خَبِيرًا بِالْكِتَابَةِ وَقَدْ وَلِيَ اسْتِيفَاءَ الْأَوْقَافِ بَعْدَ أَخِيهِ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَّمَهُ صِنَاعَةَ الْكِتَابَةِ وَغَيْرَهَا، تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الاثنين ثانى رجب وعمل عزاؤه بالشميساطية، وَكَانَ مُبَاشِرَ أَوْقَافِهَا.
الْأَمِيرُ الْكَبِيرُ مَلِكُ الْعَرَبِ
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُهَنَّا أَخُو مُهَنَّا، تُوُفِّيَ بِسَلَمْيَةَ يَوْمَ السَّبْتِ سَابِعِ رَجَبٍ، وَقَدْ جَاوَزَ السِّتِّينَ كَانَ مَلِيحَ الشَّكْلِ حَسَنَ السِّيرَةِ عاملا عارفا رحمه الله.
وَفِي هَذَا الشَّهْرِ وَصَلَ الْخَبَرُ إِلَى دِمَشْقَ بموت. الوزير الكبير عَلِيِّ شَاهْ بْنِ أَبِي بَكْرٍ التِّبْرِيزِيِّ
وَزِيرِ أبى سَعِيدٍ بَعْدَ قَتْلِ سَعْدِ الدِّينِ السَّاوِيِّ، وَكَانَ شَيْخًا جَلِيلًا فِيهِ دِينٌ وَخَيْرٌ، وَحُمِلَ إِلَى تِبْرِيزَ فَدُفِنَ بِهَا فِي الشَّهْرِ الْمَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ.
الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ بَكْتَمُرُ
وَالِي الْوُلَاةِ صَاحِبُ الْأَوْقَافِ فِي بُلْدَانٍ شَتَّى: مِنْ ذَلِكَ مدرسة بالصلب، وَلَهُ دَرْسٌ بِمَدْرَسَةِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِ ذَلِكَ، توفى بالإسكندرية، وهو نائبها خَامِسِ رَمَضَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
شَرَفُ الدِّينِ أَبُو عبد الله
محمد ابن الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ زَيْنِ الدِّينِ بْنِ الْمُنَجَّا بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ الْمُنَجَّا التَّنُوخِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، أَخُو قَاضِي الْقُضَاةِ عَلَاءِ الدِّينِ، سَمِعَ الْحَدِيثَ وَدَرَّسَ وَأَفْتَى، وَصَحِبَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّينِ بن تَيْمِيَّةَ، وَكَانَ فِيهِ دِينٌ وَمَوَدَّةٌ وَكَرَمٌ وَقَضَاءُ حُقُوقٍ كَثِيرَةٍ، تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الِاثْنَيْنِ رَابِعِ شَوَّالٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، ودفن بتربتهم بالصالحية.
الشيخ حسين الْكُرْدِيُّ الْمُوَلَّهُ
كَانَ يُخَالِطُ النَّجَاسَاتِ وَالْقَاذُورَاتِ، وَيَمْشِي حَافِيًا، وَرُبَّمَا تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْهَذَيَانَاتِ الَّتِي تشبه علم المغيبات، وللناس فيه اعتقاد كَمَا هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ أَهْلِ الْعَمَى وَالضَّلَالَاتِ، مَاتَ فِي شَوَّالٍ.
كَرِيمُ الدِّينِ الَّذِي كَانَ وَكِيلَ السُّلْطَانِ
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْعَلَمِ هِبَةِ اللَّهِ الْمُسْلِمَانِيُّ، حَصَلَ لَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالتَّقَدُّمِ وَالْمَكَانَةِ الْخَطِيرَةِ عِنْدَ السُّلْطَانِ مَا لَمْ يَحْصُلْ لِغَيْرِهِ فِي دَوْلَةِ الْأَتْرَاكِ، وَقَدْ وَقَفَ الْجَامِعَيْنِ بدمشق أحدهما جامع القبيبات وَالْحَوْضِ الْكَبِيرِ الَّذِي تُجَاهَ بَابِ الْجَامِعِ، وَاشْتَرَى لَهُ نَهْرَ مَاءٍ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَانْتَفَعَ بِهِ الناس انتفاعا كثيرا، ووجدوا رفقا. والثاني الجامع الَّذِي بِالْقَابُونِ. وَلَهُ صَدَقَاتٌ كَثِيرَةٌ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ وَعَفَا عَنْهُ، وَقَدْ مُسِكَ فِي آخِرِ عمره ثم صودر ونفى إِلَى الشَّوْبَكِ، ثُمَّ إِلَى الْقُدْسِ، ثُمَّ الصَّعِيدِ فخنق نفسه كما قيل بعمامته بِمَدِينَةِ أُسْوَانَ، وَذَلِكَ فِي الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَوَّالٍ، وَقَدْ كَانَ حَسَنَ الشَّكْلِ تَامَّ الْقَامَةِ،