وأرجو الثواب بكتب الصلاة … على السيد المصطفى أحمدا
[أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد]
أبو العباس الأبيوردي، أحد أئمة الشافعية، من تلاميذ الشيخ أبى حامد الأسفراييني، كانت له حلقة في جامع المنصور للفتيا. وكان يدرس في قطيعة الربيع، وولى الحكم ببغداد نيابة عن ابن الأكفاني، وقد سمع الحديث، وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، فصيح اللسان، صبورا على الفقر، كاتما له، وكان يقول الشعر الجيد، وكان كما قال تعالى ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النّاسَ إِلْحافاً﴾ توفى في جمادى الآخرة، ودفن بمقبرة باب حرب:
[أبو على البندنيجي]
الحسن بن عبد الله بن يحيى، الشيخ أبو على البندنيجي، أحد أئمة الشافعية، من تلاميذ أبى حامد أيضا، ولم يكن في أصحابه مثله، تفقه ودرس وأفتى وحكم ببغداد، وكان دينا ورعا. توفى في جمادى الآخرة منها أيضا.
[عبد الوهاب بن عبد العزيز]
الحارث بن أسد، أبو الصباح التميمي، الفقيه الحنبلي الواعظ، سمع من أبيه أثرا مسلسلا عن على «الحنان: الّذي يقبل على من أعرض عنه، والمنان الّذي يبدأ بالنوال قبل السؤال» توفى في ربيع الأول ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل.
[غريب بن محمد]
ابن مفتى سيف الدولة أبو سنان، كان قد ضرب السكة باسمه، وكان ملكا متمكنا في الدولة، وخلف خمسمائة ألف دينار، وقام ابنه سنان بعده، وتقوى بعمه قرواش، واستقامت أموره، توفى بالكرخ سابور عن سبعين سنة.
[ثم دخلت سنة ست وعشرين وأربعمائة]
في محرمها كثر تردد الأعراب في قطع الطرقات إلى حواشي بغداد وما حولها، بحيث كانوا يسلبون النساء ما عليهنّ، ومن أسروه أخذوا ما معه وطالبوه بفداء نفسه، واستفحل أمر العيارين وكثرت شرورهم، وفي مستهل صفر زادت دجلة بحيث ارتفع الماء على الضياع ذراعين، وسقط من البصرة في مدة ثلاثة نحو من ألفى دار. وفي شعبان منها ورد كتاب من مسعود بن محمود بأنه قد فتح فتحا عظيما في الهند، وقتل منهم خمسين ألفا وأسر تسعين ألفا، وغنم شيئا كثيرا، ووقعت فتنة بين أهل بغداد والعيارين، ووقع حريق في أماكن من بغداد، واتسع الخرق على الراقع، ولم يحج أحد من هؤلاء ولا من أهل خرسان.