وافقهم على ما أرادوا، وأقيمت الخطبة للملك أبى كاليجار يوم الجمعة سادس عشر شوال منها، ثم تفاقم الأمر ببغداد من جهة العيارين، وكبسوا الدور ليلا ونهارا، وضربوا أهلها كما يضرب المصادرون ويستغيث أحدهم فلا يغاث، واشتد الحال وهربت الشرطة من بغداد ولم تغن الأتراك شيئا، وعملت السرايج على أفواه السكك فلم يفد ذلك شيئا، وأحرقت دار الشريف المرتضى فانتقل منها، وغلت الأسعار جدا. ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[سابور بن ازدشير]
وزر لبهاء الدولة ثلاث مرات، ووزر لشرف الدولة، وكان كاتبا شديدا عفيفا عن الأموال، كثير الخير، سليم الخاطر، وكان إذا سمع المؤذن لا يشغله شيء عن الصلاة، وقد وقف دارا للعلم في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وجعل فيها كتبا كثيرة جدا، ووقف عليها غلة كبيرة، فبقيت سبعين سنة ثم أحرقت عند مجيء الملك طغرلبك في سنة خمسين وأربعمائة، وكانت محلتها بين السورين، وقد كان حسن المعاشرة إلا أنه كان يعزل عماله سريعا خوفا عليهم من الأشر والبطر، توفى فيها وقد قارب التسعين.
عثمان النيسابورىّ
الجداوى الواعظ. قال ابن الجوزي: صنف كتبا في الوعظ من أبرد الأشياء، وفيه أحاديث كثيرة موضوعة، وكلمات مرذولة، إلا أنه كان خيرا صالحا، وكانت له وجاهة عند الخلفاء والملوك، وكان الملك محمود بن سبكتكين إذا رآه قام له، وكانت محلته حمى يحتمي بها من الظلمة، وقد وقع في بلده نيسابور موت، وكان يغسل الموتى محتسبا، فغسل نحوا من عشرة آلاف ميتا، ﵀.
[محمد بن الحسن بن صالحان]
أبو منصور الوزير لشرف الدولة ولبهاء الدولة، كان وزير صدق جيد المباشرة حسن الصلاة، محافظا على أوقاتها، وكان محسنا إلى الشعراء والعلماء، توفى فيها عن ست وسبعين سنة.
[الملك شرف الدولة]
أبو على بن بهاء الدولة، أبى نصر بن عضد الدولة بن بويه، أصابه مرض حار فتوفى لثمان بقين من ربيع الآخر عن ثلاث وعشرين سنة، وثلاثة أشهر وعشرين يوما.
[التهامي الشاعر]
على بن محمد التهامي أبو الحسن، له ديوان مشهور، وله مرثاة في ولده وكان قد مات صغيرا أولها:
حكم المنية في البرية جاري … ما هذه الدنيا بدار قرار
ومنها: -
إني لأرحم حاسدىّ لحرّ ما … ضمت صدورهم من الاوغار
نظروا صنيع الله بى فعيونهم … في جنة وقلوبهم في نار