للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخوه ونائبة عليها الملك العادل سيف الدين أبو بكر إلى عند بحر القلزم، ومعه من الهدايا شيء كثير من المآكل المتنوعة وغيرها، وكان في صحبة السلطان العماد الكاتب، ولم يكن ورد الديار المصرية قبل ذلك، فجعل يذكر محاسنها وما اختصت به من بين البلدان، وذكر الاهرام وشبههما بأنواع من التشبيهات، وبالغ في ذلك حسب ما ذكر في الروضتين.

وفي شعبان منها ركب الناصر إلى الاسكندرية فأسمع ولديه الفاضل على والعزيز عثمان على الحافظ السلفي، وتردد بهما إليه ثلاثة أيام الخميس والجمعة والسبت رابع رمضان، وعزم الناصر على تمام الصيام بها، وقد كمل عمارة السور على البلد، وأمر بتجديد الاسطول وإصلاح مراكبه وسفنه وشحنه بالمقاتلة وأمرهم بغزو جزائر البحر، وأقطعهم الاقطاعات الجزيلة على ذلك، وأرصد للاسطول من بيت المال ما يكفيه لجميع شئونه، ثم عاد إلى القاهرة في أثناء رمضان فأكمل صومه.

وفيها أمر الناصر ببناء مدرسة للشافعية على قبر الشافعيّ، وجعل الشيخ نجم الدين الخبوشانيّ مدرسها وناظرها. وفيها أمر ببناء المارستان بالقاهرة ووقف عليه وقوفا كثيرة. وفيها بنى الأمير مجاهد الدين قيماز نائب قلعة الموصل جامعا حسنا ورباطا ومدرسة ومارستانا متجاورات بظاهر الموصل وقد تأخرت وفاته إلى سنة خمس وتسعين وخمسمائة . وله عدة مدارس وخوانقات وجوامع غير ما ذكرنا، وكان دينا خيرا فاضلا حنفي المذهب، يذاكر في الأدب والأشعار والفقه، كثير الصيام وقيام الليل. وفيها أمر الخليفة بإخراج المجذومين من بغداد لناحية منها ليتميزوا عن أهل العافية، نسأل الله العافية. وذكر ابن الجوزي في المنتظم عن امرأة قالت: كنت أمشى في الطريق وكأن رجلا يعارضني كلما مررت به، فقلت له: إنه لا سبيل إلى هذا الّذي ترومه منى إلا بكتاب وشهود، فتزوجني عند الحاكم، فمكثت معه مدة ثم اعتراه انتفاخ ببطنه فكنا نظن أنه استسقاء فنداويه لذلك، فلما كان بعد مدة ولد ولدا كما تلد النساء، وإذا هو خنثى مشكل، وهذا من أغرب الأشياء.

[وفيها توفى من الأعيان]

[على بن عساكر]

ابن المرحب بن العوام أبو الحسن البطائحي المقري اللغوي، سمع الحديث وأسمعه، وكان حسن المعرفة بالنحو واللغة، ووقف كتبه بمسجد ابن جرارة ببغداد، توفى في شعبان وقد نيف على الثمانين

[محمد بن عبد الله]

ابن القاسم أبو الفضل، قاضى القضاة بدمشق، كمال الدين الشهرزوريّ، الموصلي، وله بها مدرسة على الشافعية، وأخرى بنصيبين، وكان فاضلا دينا أمينا ثقة، ولى القضاء بدمشق لنور الدين الشهيد محمود بن زنكي، واستوزره أيضا فيما حكاه ابن الساعي. قال وكان يبعثه في الرسائل، كتب

<<  <  ج: ص:  >  >>