وحضرت جنازة رجل آخر غيره فصلى عليه ذلك الجمع الكثير. وفيها نقصت المياه من سائر الدنيا وفيها ولد صاحب حماه تقى الدين عمر شاهنشاه بن أيوب بن شارى.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[أحمد بن جعفر]
ابن الفرج أبو العباس الحربي، أحد العباد الزهاد، سمع الحديث وكانت له أحوال صالحة، حتى كان يقال: إنه كان يرى في بعض السنين بعرفات، ولم يحج في تلك السنة.
[عبد السلام بن الفضل]
أبو القاسم الجيلي، سمع الحديث وتفقه على الكيا الهراسي، وبرع في الأصول والفروع، وغير ذلك، وولى قضاء البصرة وكان من خيار القضاة.
[ثم دخلت سنة خمس وثلاثين وخمسمائة]
فيها وصلت البردة والقضيب إلى بغداد، وكانا مع المسترشد حين هرب سنة تسع وعشرين، وخمسمائة فحفظهما السلطان سنجر عنده حتى ردهما في هذه السنة. وفيها كملت المدرسة الكمالية المنسوبة إلى كمال الدين، أبى الفتوح حمزة بن طلحة، صاحب المخزن، ودرس فيها الشيخ أبو الحسن الحلي، وحضر عنده الأعيان.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[إسماعيل بن محمد]
ابن على، أبو القاسم الطلحي الأصبهاني، سمع الكثير، ورحل وكتب وأملى بأصبهان، قريبا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان إماما في الحديث والفقه والتفسير واللغة، حافظا متقنا، توفى ليلة عيد الأضحى وقد قارب الثمانين، ولما أراد الغاسل تنحية الخرقة عن فرجه ردها بيده، وقيل: إنه وضع يده على فرجه
[محمد بن عبد الباقي]
ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مسجعة بن الحارث بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، سمع الحديث وتفرد عن جماعة من المشايخ، وأملى الحديث في جامع القصر، وكان مشاركا في علوم كثيرة، وقد أسر في صغره في أيدي الروم فأرادوه على أن يتكلم بكلمة الكفر فلم يفعل، وتعلم منهم خط الروم، وكان يقول من خدم المحابر خدمته المنابر، ومن شعره الّذي أورده له ابن الجوزي عنه وسمعه منه قوله:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة … سن ومال، إن سئلت، ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة … بمكفر وبحاسد ومكذب
وقوله:
لي مدة لا بد أبلغها … فإذا انقضت مت
لو عاندتنى الأسد ضارية … ما ضرني ما لم يجى الوقت