سفيان عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن عمران بن جرير عن لاحق قال: كان الذين خرجوا على على بالنهروان أربعة آلاف في الحديد، فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتلوا من المسلمين إلا تسعة رهط، وإن شئت فاذهب إلى أبى برزة فإنه يشهد بذلك * قلت: الأخبار بقتال الخوارج متواترة عن رسول الله ﷺ، لأن ذلك من طرق تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن، ووقوع ذلك في زمان عليّ معلوم ضرورة لأهل العلم قاطبة، وأما كيفية خروجهم وسببه ومناظرة ابن عباس لهم في ذلك، ورجوع كثير منهم إليه، فسيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.
[إخباره ﷺ بمقتل على بن أبى طالب ﵁ فكان كما أخبر سواء بسواء]
قال الامام أحمد: ثنا على بن بحر، ثنا عيسى بن يونس، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني زيد بن محمد بن خيثم المحاربي عن محمد بن كعب بن خيثم عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله ﷺ لعلى - حين ولى غزوة العثيرة -: يا أبا تراب - لما يرى عليه من التراب - ألا أحدثك بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربك يا على على هذه - يعنى قرنه - حتى يبل هذه - يعنى لحيته - *
وروى البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن الحسن بن مكرم عن أبى النضر عن محمد بن راشد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبى فضالة الأنصاري - وكان أبوه من أهل بدر - قال: خرجت مع أبى عائدا لعلى بن أبى طالب في مرض أصابه فقتل منه، قال:
فقال أبى ما يقيمك بمنزلك هذا؟ فلو أصابك أجلك لم يكن إلا أعراب جهينة، تحملك إلى المدينة، فأن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك، فقال على: إن رسول الله ﷺ عهد إليّ أن لا أموت حتى تخضب هذه - يعنى لحيته - من دم هذه - يعنى هامته - فقتل وقتل أبو فضالة مع على يوم صفين *
وقال أبو داود الطيالسي: ثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب قال: جاء رأس الخوارج إلى على فقال له: اتّق الله فأنك ميت، فقال: لا والّذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكن مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته - عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى *
وقد روى البيهقي بإسناد صحيح عن زيد بن أسلّم عن أبى سنان المدركي عن على في إخبار النبي ﷺ بقتله، وروى من حديث هيثم عن إسماعيل بن سالم عن أبى إدريس الأزدي عن على قال: إن مما عهد إليّ رسول الله ﷺ: أن الأمة ستغدر بك بعدي،
ثم ساقه من طريق قطر بن خليفة وعبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحمامي قال: سمعت عليا يقول: إنه لعهد النبي الأمي إليّ، إن الأمة ستغدر بك بعدي * قال البخاري: ثعلبة هذا فيه نظر ولا يتابع على حديثه هذا،
وروى البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن محمد بن إسحاق الصنعاني عن أبى الأجوب الأحوص بن خباب عن عمار بن زريق عن الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن