للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في نفسه تصديق المسيح فجاء اليه واعتذر مما صنع وآمن به فقبل منه وسأله أن يمسح عينيه ليرد الله عليه بصره فقال اذهب الى ضينا عندك بدمشق في طرف السوق المستطيل من المشرق فهو يدعو لك فجاء اليه فدعا فرد عليه بصره وحسن ايمان بولص بالمسيح أنه عبد الله ورسوله وبنيت له كنيسة باسمه فهي كنيسة بولص المشهورة بدمشق من زمن فتحها الصحابة حتى خربت في الزمان الّذي سنورده إن شاء الله تعالى.

[فصل]

اختلف أصحاب المسيح بعد رفعه الى السماء فيه على أقوال كما قاله ابن عباس وغيره من أئمة السلف كما أوردناه عند قوله ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ﴾ قال ابن عباس وغيره قال قائلون منهم كان فينا عبد الله ورسوله فرفع الى السماء وقال آخرون هو الله وقال آخرون هو اين الله فالأول هو الحق والقولان الآخران كفر عظيم كما قال ﴿فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ وقد اختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل ما بين زيادة ونقصان وتحريف وتبديل ثم بعد المسيح بثلاثمائة سنة حدثت فيه الطامة العظمى والبلية الكبرى. اختلف البتاركة الأربعة وجميع الأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين في المسيح على أقوال متعددة لا تنحصر ولا تنضبط واجتمعوا وتحاكموا إلى الملك قسطنطين باني القسطنطينة وهم المجمع الأول فصار الملك إلى قول أكثر فرقة اتفقت على قول من تلك المقالات فسموا الملائكة ودحض من عداهم وأبعدهم وتفردت الفرقة التابعة لعبد الله بن اديوس الّذي ثبت على أن عيسى عبد من عباد الله ورسول من رسله فسكنوا البراري والبوادي وبنوا الصوامع والديارات والقلايات وقنعوا بالعيش الزهيد ولم يخالطوا أولئك الملل والنحل وبنت الملائكة الكنائس الهائلة عمدوا إلى ما كان من بناء اليونان فحولوا محاريبها الى الشرق وقد كانت إلى الشمال الى الجدي *

[بيان بناء بيت لحم والقمامة]

وبنى الملك قسطنطين بيت لحم على محل مولد المسيح وبنت أمه هيلانة القمامة يعنى على قبر المصلوب وهم يسلمون لليهود أنه المسيح. وقد كفرت هؤلاء وهؤلاء ووضعوا القوانين والأحكام. ومنها مخالف للعتيقة التي هي التوراة وأحلوا أشياء هي حرام بنص التوراة ومن ذلك الخنزير وصلوا إلى الشرق ولم يكن المسيح صلّى إلا الى صخرة بيت المقدس وكذلك جميع الأنبياء بعد موسى. ومحمد خاتم النبيين صلى اليها بعد هجرته الى المدينة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم حول الى الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل. وصوروا الكنائس ولم تكن مصورة قبل ذلك ووضعوا العقيدة التي يحفظها أطفالهم ونساؤهم

<<  <  ج: ص:  >  >>