للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له معرفة بالعربية والقراءات، ومشاركات في علوم أخر ، والله أعلم.

[القاضي محيي الدين بن فضل الله كاتب السر]

هو أبو المعالي يحيى بن فضل الله بن المحلى بن دعجان بن خلف العدوي العمرى، ولد في حادي عشر شوال سنة خمس وأربعين وستمائة بالكرك، وسمع الحديث وأسمعه، وكان صدرا كبيرا معظما في الدولة في حياة أخيه شرف الدين وبعده، وكتب السر بالشام وبالديار المصرية، وكانت وفاته ليلة الأربعاء تاسع رمضان بديار مصر، ودفن من الغد بالقرافة وتولى المنصب بعده ولده علاء الدين، وهو أصغر أولاده الثلاثة المعينين لهذا المنصب.

[الشيخ الامام العلامة]

زين الدين ابن الكتاني، شيخ الشافعية بديار مصر، وهو أبو حفص عمر بن أبى الحزم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقيّ الأصل، ولد بالقاهرة في حدود سنة ثلاث خمسين وستمائة، واشتغل بدمشق ثم رحل إلى مصر واستوطنها وتولى بها بعض الأقضية بالحكر، ثم ناب عن الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد فحمدت سيرته، ودرس بمدارس كبار، ولى مشيخة دار الحديث بالقبة المنصورية، وكان بارعا فاضلا، عنده فوائد كثيرة جدا، غير أنه كان سيئ الأخلاق منقبضا عن الناس، لم يتزوج قط، وكان حسن الشكل بهي المنظر، يأكل الطيبات ويلبس اللين من الثياب، وله فوائد وفرائد وزوائد على الروضة وغيرها، وكان فيه استهتار لبعض العلماء فالله يسامحه، وكانت وفاته يوم الثلاثاء المنتصف من رمضان، ودفن بالقرافة انتهى.

[الشيخ الامام العلامة]

ركن الدين بن القويع، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل الوسى الهاشمي الجعفري التونسي المالكي، المعروف بابن القويع، كان من أعيان الفضلاء وسادة الأذكياء، ممن جمع الفنون الكثيرة والعلوم الأخروية الدينية الشرعية الطيبة، وكان مدرسا بالمنكود مرية، وله وظيفة في المارستان المنصوري، وبها توفى في بكرة السابع عشر من ذي الحجة،

وترك مالا وأثاثا ورثه بيت المال

وهذا آخر ما أرخه شيخنا الحافظ علم الدين البرزالي في كتابه الّذي ذيل به على تاريخ الشيخ شهاب الدين أبى شامة المقدسي، وقد ذيلت على تاريخه إلى زماننا هذا، وكان فراغي من الانتقاء من تاريخه في يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة من سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، أحسن الله خاتمتها آمين. وإلى هنا انتهى ما كتبته من لدن خلق آدم إلى زماننا هذا ولله الحمد والمنة. وما أحسن ما قال الحريري!

<<  <  ج: ص:  >  >>