وقد اختلف المتأخرون من أصحاب الشافعيّ في مشروعية الصلاة على قبره لغير الصحابة. فقيل نعم! لأن جسده ﵇ طرى في قبره لأن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما ورد بذلك الحديث في السنن وغيرها فهو كالميت اليوم، وقال آخرون: لا يفعل لأن السلف ممن بعد الصحابة لم يفعلوه، ولو كان مشروعا لبادروا اليه ولثابروا عليه والله أعلم.
[صفة دفنه ﵇، وأين دفن، وذكر الخلاف في وقته ليلا كان أم نهارا]
قال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج أخبرنى أبى - وهو عبد العزيز بن جريج: أن أصحاب النبي ﷺ، لم يدروا أين يقبروا النبي ﷺ. حتى
قال أبو بكر: سمعت النبي ﷺ يقول لم يقبر نبي الا حيث يموت، فأخروا فراشه وحفروا تحت فراشه ﷺ. وهذا فيه انقطاع بين عبد العزيز بن جريج وبين الصديق فإنه لم يدركه لكن رواه الحافظ أبو يعلى من حديث ابن عباس وعائشة عن أبى بكر الصديق ﵃.
فقال حدثنا أبو موسى الهروي ثنا أبو معاوية ثنا عبد الرحمن بن أبى بكر عن ابن أبى مليكة عن عائشة. قالت: اختلفوا في دفن النبي ﷺ حين قبض، فقال أبو بكر سمعت النبي ﷺ يقول:«لا يقبض النبي إلا في أحب الامكنة اليه» فقال أدفنوه حيث قبض. وهكذا
رواه الترمذي عن أبى كريب عن أبى معاوية عن عبد الرحمن بن أبى بكر المليكي عن ابن أبى مليكة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله ﷺ اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر سمعت من رسول الله شيئا ما نسيته. قال:«ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الّذي يحب أن يدفن فيه». ادفنوه في موضع فراشه، ثم ان الترمذي ضعف المليكي ثم قال وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه رواه ابن عباس عن أبى بكر الصديق عن النبي ﷺ.
وقال الأموي عن أبيه عن ابن إسحاق عن رجل حدثه عن عروة عن عائشة: ان أبا بكر قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه لم يدفن نبي قط الا حيث قبض» قال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثني محمد بن سهل التميمي ثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان بالمدينة حفاران فلما مات النبي ﷺ قالوا أين ندفنه؟ فقال أبو بكر ﵁ في المكان الّذي مات فيه، وكان أحدهما يلحد والآخر يشق، فجاء الّذي يلحد فلحد للنّبيّ ﷺ. وقد رواه مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه منقطعا. وقال أبو يعلى حدثنا جعفر بن مهران ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال لما أرادوا أن يحفروا للنّبيّ ﷺ وكان أبو عبيدة الجراح يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل