أبو سعد الأديب، كان قد قرأ النحو والأدب واللغة والسير وأخبار الناس، ثم أقلع عن ذلك كله، وأقبل على كثرة الصلاة والصدقة والصوم، إلى أن توفى في هذه السنة عن ست وثمانين سنة، ﵀.
[محمد بن طاهر العباسي]
ويعرف بابن الرجيحى، تفقه على ابن الصباغ، وناب في الحكم، وكان محمود الطريقة، وشهد عند ابن الدامغانيّ فقبله.
[منصور بن دبيس]
ابن على بن مزيد، أبو كامل الأمير بعد سيف الدولة، كان كثير الصلاة والصدقة، توفى في رجب من هذه السنة، وقد كان له شعر وأدب، وفيه فضل، فمن شعره قوله:
فان أنا لم أحمل عظيما ولم أقد … لهاما ولم أصبر على كل معظم
ولم أحجز الجاني وأمنع جوره … غداة أنادى للفخار وأنتمي
فلا نهضت لي همة عربية … إلى المجد ترقى بى ذرى كل محرم
[هبة الله بن أحمد بن السيبي]
[قاضى الحريم بنهر معلى، و] مؤدب الخليفة المقتدى بأمر الله، سمع الحديث، وتوفى في محرم هذه السنة، وقد جاوز الثمانين، وله شعر جيد، فمنه قوله:
رجوت الثمانين من خالقي … لما جاء فيها عن المصطفى
فبلغنيها فشكرا له … وزاد ثلاثا بها إذ وفى
وإني منتظر وعده … لينجزه لي فعل أهل ألوفا
[ثم دخلت سنة تسع وسبعين وأربعمائة]
وفيها كانت الوقعة بين تتش صاحب دمشق وبين سليمان بن قتلمش صاحب حلب وأنطاكية وتلك الناحية، فانهزم أصحاب سليمان وقتل هو نفسه بخنجر كانت معه، فسار السلطان ملك شاه من أصبهان إلى حلب فملكها، وملك ما بين ذلك من البلاد التي مر بها، مثل حران والرها وقلعة جعبر، وكان جعبر شيخا كبيرا قد عمى، وله ولدان، وكان قطاع الطريق يلجئون إليها فيتحصنون بها، فراسل السلطان سابق بن جعبر في تسليمها فامتنع عليه، فنصب عليها المناجيق والغرادات ففتحها وأمر بقتل سابق، فقالت زوجته: لا تقتله حتى تقتلني معه، فألقاه من رأسها فتكسر، ثم أمر بتوسيطهم بعد ذلك فألقت المرأة نفسها وراءه فسلمت، فلامها بعض الناس فقالت: كرهت أن يصل إلى التركي فيبقى ذلك عارا على، فاستحسن منها ذلك، واستناب السلطان على حلب قسيم الدولة آقسنقر التركي وهو جد نور الدين الشهيد، واستناب على الرحبة وحران والرقة وسروج والخابور: