للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصة التحكيم وتزعم أنك قد أعطيت أهل الشام عهودك ومواثيقك، وأنك لست بناقضها، وهذان الحكمان قد اتفقا على خلعك ثم اختلفا في ولاية معاوية فولاه عمرو وامتنع أبو موسى من ذلك، فأنت مخلوع باتفاقهما، وأنا قد خلعتك وخلعت معاوية معك، وتبع الحارث هذا بشر كثير من قومه - بنى ناجية وغيرهم - وتحيزوا ناحية، فبعث إليهم على معقل بن قيس الرماحى في جيش كثيف فقتلهم معقل قتلا ذريعا وسبى من بنى ناجية خمسمائة أهل بيت فقدم بهم ليقدم بهم على على فتلقاه رجل يقال له: مصقلة بن هبيرة أبو المغلس - وكان عاملا لعلى على بعض الأقاليم - فتضرروا إليه وشكوا ما هم فيه من السبي، فاشتراهم مصقلة من معقل بخمسمائة ألف درهم وأعتقهم، فطالبه بالثمن فهرب منه إلى ابن عباس بالبصرة، فكتب معقل إلى ابن عباس فقال له مصقلة: إني انما جئت لأدفع ثمنهم إليك ثم هرب منه إلى على فكتب ابن عباس ومعقل إلى على فطالبه على فدفع من الثمن مائتي ألف ثم انشمر هاربا فلحق بمعاوية بن أبى سفيان بالشام، فأمضى على عتقهم وقال: ما بقي من المال في ذمة مصقلة؟ وأمر بداره في الكوفة فهدمت. وقد روى الهيثم عن سفيان الثوري وإسرائيل عن عمار الذهبي عن أبى الطفيل أن بنى ناجية ارتدوا فبعث إليهم: معقل بن قيس فسباهم فاشتراهم مصقلة من على بثلاثمائة ألف فأعتقهم ثم هرب إلى معاوية. قال الهيثم وهذا قول الشيعة ولم يسمع بحيي من العرب ارتد وأبعد الردة التي كانت في أيام الصديق.

وقال الهيثم: حدثني عبد الله (١) بن تميم بن طرفة الطائي حدثني أبى أن عدي بن حاتم قال مرة لعلى بن أبى طالب وهو يخطب: قتلت أهل النهروان على انكار الحكومة، وقتلت الحريث بن راشد على مسألتهم إياك أيضا الحكومة، والله ما بينهما موضع قدم. فقال له على: اسكت إنما كنت أعرابيا تأكل الضبع بجبل طيِّئ بالأمس. فقال له عدي: وأنت والله قد رأيناك بالأمس تأكل البلح بالمدينة. قال الهيثم: ثم خرج على على رجل من أهل البصرة فقتل فأمر أصحابه عليهم الأشرس بن عوف الشيباني، فقتل هو وأصحابه، قال: ثم.

خرج على على الأشهب بن بشر البجلي ثم أحد عرينة من أهل الكوفة فقتل هو وأصحابه. قال: ثم خرج على على سعيد بن نغد التميمي ثم من بنى ثعلبة من أهل الكوفة فقتل بقنطرة درزيجان فوق المدائن. قال الهيثم: أخبرنى بذلك عبد الله بن عياش عن مشيخته.

[فصل]

ذكر ابن جرير عن أبى مخنف لوط بن يحيى - وهو أحد أئمة هذا الشأن - أن قتال على للخوارج يوم النهروان، كان في هذه السنة - أعنى سنة سبع وثلاثين - قال ابن جرير: وأكثر أهل السير


(١) كذا في الأصل وفي نسخة: عبيد بن تميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>