أصوليا مناظرا، حسن الشكل طيب الأخلاق، دينا صينا، وناب في وقت بدمشق عن علم الدين الأخنائي فحمدت سيرته، وكانت وفاته ليلة الأربعاء تاسع عشر رجب، ودفن من الغد عند مسجد الديان في تربة لهم هناك، وحضر جنازته القاضي جلال الدين، وكان قد قدم من الديار المصرية له يومان فقط، وقدم بعده القاضي برهان الدين عبد الحق بخمسة أيام، هو وأهله وأولاده أيضا، وباشر بعده تدريس الشامية البرانية قاضى القضاة جمال الدين ابن جملة، ثم كانت وفاته بعده بشهور، وذلك يوم الخميس رابع عشر ذي القعدة. وهذه ترجمته في تاريخ الشيخ علم الدين البرزالي:
[الشيخ الامام العالم قاضى القضاة]
جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن إبراهيم بن جملة بن مسلم بن همام بن حسين بن يوسف الصالحي الشافعيّ المحجي والده، بالمدرسة السرورية وصلى عليه عقيب الظهر يوم الخميس رابع عشر ذي الحجة، ودفن بسفح قاسيون، ومولده في أوائل سنة ثنتين وثمانين وستمائة، وسمع من ابن البخاري وغيره، وحدث وكان رجلا فاضلا في فنون، اشتغل وحصل وأفتى وأعاد ودرس، وله فضائل جمة ومباحث وفوائد وهمة عالية وحرمة وافرة، وفيه تودد وإحسان وقضاء للحقوق، وولى القضاء بدمشق نيابة واستقلالا، ودرس بمدارس كبار، ومات وهو مدرس الشامية البرانية، وحضر جنازته خلق كثير من الأعيان ﵀.
[الشيخ الامام العلامة شيخ الإسلام قاضى القضاة]
شرف الدين أبو القاسم هبة الله ابن قاضى القضاة نجم الدين عبد الرحيم بن القاضي شمس الدين أبى الطاهر إبراهيم بن هبة الله بن مسلم بن هبة الله الجهينى الحموي، المعروف بابن البارزي قاضى القضاة بحماة، صاحب التصانيف الكثيرة المفيدة في الفنون العديدة، ولد في خامس رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة، وسمع الكثير وحصل فنونا كثيرة، وصنف كتبا جما كثيرة، وكان حسن الأخلاق كثير المحاضرة حسن الاعتقاد في الصالحين، وكان معظما عند الناس، وأذن لجماعة من البلد في الإفتاء، وعمى في آخر عمره وهو بحكم مع ذلك مدة، ثم نزل عن المنصب لحفيده نجم الدين عبد الرحيم بن إبراهيم، وهو في ذلك لا يقطع نظره عن المنصب، وكانت وفاته ليلة الأربعاء العشرين من ذي القعدة بعد أن صلى العشاء والوتر، فلم تفته فريضة ولا نافلة، وصلى عليه من الغد ودفن بعقبة نقيرين، وله من العمر ثلاث وتسعون سنة.
[الشيخ الامام العالم]
شهاب الدين أحمد بن البرهان شيخ الحنفية بحلب، شارح الجامع الكبير، وكان رجلا صالحا منقطعا عن الناس، وانتفع الناس به، وكانت وفاته ليلة الجمعة الثامن والعشرين من رجب، وكانت