بينه وبين ابن مسعود. وحكى الواقدي الإجماع على ذلك. وقد قال محمد بن إسحاق: آخى بينه وبين جعفر بن أبى طالب. وشهد بدرا وما بعدها. وكان أحد الأربعة من الخزرج، الذين جمعوا القرآن في حياة النبي ﷺ، وهم أبى بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد بن عمر بن أنس بن مالك * وصح في
الحديث الّذي رواه أبو داود والنسائي من حديث حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبى عبد الرحمن الجيلي عن الصنابحي. عن معاذ أن رسول الله ﷺ قال له «يا معاذ والله إني لأحبك فلا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة اللهمّ أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» وفي المسند والنسائي وابن ماجة من طريق أبى قلابة عن أنس مرفوعا «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل» وقد بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن وقال له «بم تحكم»؟ فقال: بكتاب الله وبالحديث. وكذلك أقره الصديق على ذلك يعلم الناس الخير باليمن. ثم هاجر إلى الشام فكان بها حتى مات بعد ما استخلفه أبو عبيدة حين طعن ثم طعن بعده في هذه السنة. وقد قال عمر بن الخطاب: إن معاذا يبعث أمام العلماء بربوة. ورواه محمد بن كعب مرسلا. وقال ابن مسعود: كنا نشبهه بإبراهيم الخليل. وقال ابن مسعود: إن معاذا كان قانتا الله حنيفا ولم يك من المشركين. وكانت وفاته شرقى غورينسان سنة ثماني عشرة. وقيل سنة تسع وعشرة [وقيل سبع عشرة، عن ثمان وثلاثين سنة على المشهور](١) وقيل غير ذلك والله أعلم.
[يزيد بن أبى سفيان]
أبو خالد صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أخو معاوية، وكان يزيد أكبر وأفضل. وكان يقال له يزيد الخير، أسلم عام الفتح، وحضر حنينا وأعطاه رسول الله ﷺ مائة من الإبل وأربعين أوقية، واستعمله الصديق على ربع الجيش إلى الشام، وهو أول أمير وصل إليها، ومشى الصديق في ركابه يوصيه، وبعث معه أبا عبيدة وعمرو بن العاص وشرحبيل ابن حسنة فهؤلاء أمراء الأرباع. ولما افتتحوا دمشق دخل هو من باب الجابية الصغير عنوة كخالد في دخوله من الباب الشرقي عنوة وكان الصديق قد وعده بإمرتها، فوليها عن أمر عمر وأنفذ له ما وعده الصديق، وكان أول من وليها من المسلمين. المشهور أنه مات في طاعون عمواس كما تقدم.
وزعم الوليد بن مسلم أنه توفى سنة تسع عشرة بعد ما فتح قيسارية. ولما مات كان قد استخلف أخاه معاوية على دمشق فأمضى عمر بن الخطاب له ذلك ﵃. وليس له في الكتب شيء،
وقد روى عنه أبو عبد الله الأشعري أن رسول الله ﷺ قال:«مثل الّذي يصلى ولا يتم ركوعه ولا سجوده مثل الجائع الّذي لا يأكل إلا التمرة والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا».