للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدت له:

لا تستعر جلدا على هجرانهم … فقواك تضعف عن صدود دائم

واعلم بأنك إن رجعت إليهم … طوعا وإلا عدت عودة نادم

وله أيضا

واعجب لضعف يدي عن حملها قلما … من بعد حطم القنا في لبّة الأسد

وقل لمن يتمنى طول مدته … هذي عواقب طول العمر والمدد

قال ابن الأثير: وفيها توفى شيخه.

[أبو محمد عبد الله بن على]

ابن عبد الله بن سويد التكريتي، كان عالما بالحديث وله تصانيف حسنة.

[الحازمي الحافظ]

قال أبو شامة: وفيها توفى الحافظ أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الحازمي الهمدانيّ ببغداد، صاحب التصانيف، على، صغر سنه، منها العجالة في النسب، والناسخ والمنسوخ وغيرها ومولدها سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفى في الثامن والعشرين من جمادى الأولى من هذه السنة.

[ثم دخلت سنة خمس وثمانين وخمسمائة]

فيها قدم من جهة الخليفة رسل إلى السلطان يعلمونه بولاية العهد لأبى نصر الملقب بالظاهر بن الخليفة الناصر، فأمر السلطان خطيب دمشق أبا القاسم عبد الملك بن زيد الدولعى أن يذكره على المنبر، ثم جهز السلطان مع الرسل تحفا كثيرة، وهدايا سنية، وأرسل بأسارى من الفرنج على هيئتهم في حال حربهم، وأرسل بصليب الصلبوت فدفن تحت عتبة باب النوى، من دار الخليفة، فكان بالأقدام يداس، بعد ما كان يعظم ويباس، والصحيح أن هذا الصليب كان منصوبا على الصخرة وكان من نحاس مطليا بالذهب، فحطه الله إلى أسفل العتب.

[قصة عكا وما كان من أمرها]

لما كان شهر رجب اجتمع من كان بصور من الفرنج وساروا إلى مدينة عكا، فأحاطوا بها يحاصرونها فتحصن من فيها من المسلمين، وأعدوا للحصار ما يحتاجون إليه، وبلغ السلطان خبرهم فسار إليهم من دمشق مسرعا، فوجدهم قد أحاطوا بها إحاطة الخاتم بالخنصر، فلم يزل يدافعهم عنها ويمانعهم منها، حتى جعل طريقا إلى باب القلعة يصل إليه كل من أراده، من جندي وسوقي، وامرأة وصبي، ثم أدخل إليها ما أراد من الآلات والأمتعة، ودخل هو بنفسه، فعلا على سورها ونظر إلى الفرنج وجيشهم وكثرة عددهم وعددهم، والميرة تفد إليهم في البحر، في كل وقت، وكل ما لهم في ازدياد، وفي كل حين تصل إليهم الأمداد، ثم عاد إلى مخيمه والجنود تفد إليه، وتقدم عليه من كل جهة ومكان، منهم رجال وفرسان، فلما كان في العشر الأخير من شعبان برزت الفرنج من مراكبها إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>