ملكها الصالح أيوب نقله إلى الديار المصرية وشنقه مع الأمين غزال وزير الصالح إسماعيل، على قلعة القاهرة، جزاء على صنعهما في حق الصالح أيوب رحمه الله تعالى. أما ابن يغمور فإنه عمل عليه حتى حول ملك دمشق إلى الصالح إسماعيل، وأمّا أمين الدولة فإنه منع الصالح من تسليم ولده عمر إلى أبيه فانتقم منهما بهذا، وهو معذور بذلك
[مسعود بن أحمد بن مسعود]
ابن مازه المحاربي أحد الفقهاء الحنفية الفضلاء، وله علم بالتفسير وعلم الحديث، ولديه فضل غزير قدم بغداد صحبة رسول التتار للحج، فحبس مدة سنين ثم أفرج عنه، فحج ثم عاد، فمات ببغداد في هذه السنة، رحمه الله تعالى
[أبو الحسن على بن يحيى بن الحسن]
ابن الحسين بن على بن محمد البطريق بن نصر بن حمدون بن ثابت الأسدي الحلي، ثم الواسطي، ثم البغدادي، الكاتب الشاعر الشيعي، فقيه الشيعة، أقام بدمشق مدة وامتدح كثيرا من الأمراء والملوك، منهم الكامل صاحب مصر وغيره، ثم عاد إلى بغداد فكان يشغل الشيعة في مذهبهم، وكان فاضلا ذكيا جيد النظم والنثر، لكنه مخذول محجوب عن الحق. وقد أورد ابن الساعي قطعة جيدة من أشعاره الدالة على غزارة مادته في العلم والذكاء ﵀ وعفا عنه
[ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وستمائة]
فيها استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن أحمد بن على بن محمد العلقميّ المشئوم على نفسه، وعلى أهل بغداد، الّذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضى الطريقة، فإنه هو الّذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو وجنوده قبحه الله وإياهم، وقد كان ابن العلقميّ قبل هذه الوزارة أستاذ دار الخلافة، فلما مات نصر الدين محمد بن الناقد استوزر ابن العلقميّ وجعل مكانه في الاستادارية الشيخ محيي الدين يوسف بن أبى الفرج ابن الجوزي، وكان من خيار الناس، وهو واقف الجوزية التي بالنشابين بدمشق تقبل الله منه. وفيها جعل الشيخ شمس الدين على بن محمد بن الحسين بن النيار مؤدب الخليفة شيخ الشيوخ ببغداد، وخلع عليه، ووكل الخليفة عبد الوهاب ابن المطهر وكالة مطلقة، وخلع عليه. وفيها كانت وقعة عظيمة بين الخوارزمية الذين كان الصالح أيوب صاحب مصر استقدمهم ليستنجد بهم على الصالح إسماعيل أبى الحسن صاحب دمشق، فنزلوا على غزة وأرسل إليهم الصالح أيوب الخلع والأموال والأقمشة والعساكر، فاتفق الصالح إسماعيل والناصر داود صاحب الكرك، والمنصور صاحب حمص، مع الفرنج واقتتلوا مع الخوارزمية قتالا شديدا، فهزمتهم الخوارزمية كسرة منكرة فظيعة، هزمت الفرنج بصلبانها وراياتها العالية، على رءوس أطلاب المسلمين، وكانت كئوس الخمر دائرة بين الجيوش فنابت كئوس