للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ان هذه القصة وقعت في زمن ذي القرنين. وقد كان قبل بنى إسرائيل بدهور متطاولة والله أعلم قال إسحاق بن بشر في كتابه المبتدإ عن سعيد بن ابى عروبة عن قتادة عن الحسن ان ذا القرنين كان يتفقد أمور ملوكه وعماله بنفسه وكان لا يطلع على أحد منهم خيانة الا أنكر ذلك عليه وكان لا يقبل ذلك حتى يطلع هو بنفسه. قال فبينما هو يسير متنكرا في بعض المدائن فجلس الى قاض من قضاتهم أياما لا يختلف اليه أحد في خصومة فلما أن طال ذلك بذي القرنين ولم يطلع على شيء من أمر ذلك القاضي وهم بالانصراف إذا هو برجلين قد اختصما اليه فادعى أحدهما فقال أيها القاضي انى اشتريت من هذا دارا عمرتها ووجدت فيها كنزا وانى دعوته الى أخذه فأبى على فقال له القاضي ما تقول قال ما دفنت وما علمت به فليس هو لي ولا أقبضه منه قال المدعى أيها القاضي مر من يقبضه فتضعه حيث أحببت فقال القاضي تفر من الشر وتدخلني فيه ما أنصفتنى وما أظن هذا في قضاء الملك فقال القاضي هل لكما امرا نصف مما دعوتماني اليه قالا نعم قال للمدعى ألك ابن قال نعم وقال للآخر ألك ابنة قال نعم قال اذهبا فزوج ابنتك من ابن هذا وجهزهما من هذا المال وادفعا فضل ما بقي اليهما يعيشان به فتكونا مليا بخيره وشره فعجب ذو القرنين حين سمع ذلك ثم قال للقاضي ما ظننت ان في الأرض أحدا يفعل مثل هذا أو قاض يقضى بمثل هذا فقال القاضي وهو لا يعرفه وهل أحد يفعل غير هذا قال ذو القرنين نعم قال القاضي فهل يمطرون في بلادهم فعجب ذو القرنين من ذلك وقال بمثل هذا قامت السموات والأرض

[قصة أخرى]

قال البخاري حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن أبى عدي عن شعبة عن قتادة عن ابى الصديق الناجي عن ابى سعيد الخدريّ عن النبي قال كان في بنى إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء يصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله الى هذه ان تقربي واوحى الى هذه ان تباعدى وقال قيسوا ما بينهما فوجد الى هذه أقرب بشبر فغفر له هكذا رواه هاهنا مختصرا وقد رواه مسلم عن بندار به ومن حديث شعبة ومن وجه آخر عن قتادة به مطولا

[حديث اخر]

قال البخاري حدثنا على بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابو الزناد عن الأعرج عن ابى سلمة عن أبى هريرة قال صلّى رسول الله صلاة الصبح ثم اقبل على الناس فقال بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم فقال فانى أو من بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم (قال) وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب

<<  <  ج: ص:  >  >>