قال الله تعالى ﴿لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا﴾ فقال له: لقد أودعتها أذنا واعية. ثم عزم على ذلك
[وهذه ترجمة أبى مسلم الخراساني]
هو عبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم صاحب دولة بنى العباس، ويقال له أمير آل بيت رسول الله ﷺ، وقال الخطيب: يقال له عبد الرحمن بن شيرون بن إسفنديار أبو مسلم المروزي، صاحب الدولة العباسية، يروى عن أبى الزبير وثابت البناني وإبراهيم وعبد الله ابني محمد بن على بن عبد الله بن عباس، زاد ابن عساكر في شيوخه محمد بن على وعبد الرحمن بن حرملة وعكرمة مولى ابن عباس. قال ابن عساكر: روى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ، وبشر والد مصعب بن بشر، وعبد الله بن شبرمة وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن منيب المروزي وقديد بن منيع صهر أبى مسلم.
قال الخطيب: وكان أبو مسلم فاتكا ذا رأى وعقل وتدبير وحزم، قتله أبو جعفر المنصور بالمدائن. وقال أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان: كان اسمه عبد الرحمن بن عثمان بن يسار، قيل إنه ولد بأصبهان، وروى عن السدي وغيره، وقيل كان اسمه إبراهيم بن عثمان بن يسار بن سندوس ابن حوذون، من ولد بزرجمهر، وكان يكنى أبا إسحاق، ونشأ بالكوفة وكان أبوه أوصى به إلى عيسى ابن موسى السراج، فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين، فلما بعثه إبراهيم بن محمد الامام إلى خراسان قال له: غير اسمك وكنيتك. فتسمى عبد الرحمن بن مسلم، واكتنى بأبي مسلم، فسار إلى خراسان وهو ابن سبع عشرة سنة راكبا على حمار باكاف، وأعطاه إبراهيم بن محمد نفقة، فدخل خراسان وهو كذلك، ثم آل به الحال حتى صارت له خراسان بأزمتها وحذافيرها، وذكر أنه في ذهابه إليها عدا رجل من بعض الحانات فقطع ذنب حماره، فلما تمكن أبو مسلم جعل ذلك المكان دكا فكان بعد ذلك خرابا. وذكر بعضهم أنه أصابه سبى في صغره وأنه اشتراه بعض دعاة بنى العباس بأربعمائة درهم، ثم إن إبراهيم بن محمد الامام استوهبه واشتراه فانتمى إليه وزوجه إبراهيم بنت أبى النجم إسماعيل الطائي، أحد دعاتهم، لما بعثه إلى خراسان، وأصدقها عنه أربعمائة درهم فولد لأبى مسلم بنتان إحداهما أسماء أعقبت، وفاطمة لم تعقب.
وقد تقدم ذكر كيفية استقلال أبى مسلم بأمور خراسان في سنة تسع وعشرين ومائة، وكيف نشر دعوة بنى العباس، وقد كان ذا هيبة وصرامة وإقدام وتسرع في الأمور. وقد روى ابن عساكر باسناده، أن رجلا قام إلى أبى مسلم وهو يخطب فقال: ما هذا السواد الّذي أرى عليك؟ فقال: حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله «أن رسول الله ﷺ دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء». وهذه ثياب الهيئة وثياب الدولة. يا غلام اضرب عنقه.
وروى من حديث عبد الله بن منيب عنه عن محمد بن على عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس. قال: قال رسول الله