السلمي عن النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار عن إياس عن أبيه سلمة، وقال: فأكلنا حتى شبعنا ثم حشونا جربنا *
وتقدم ما ذكره ابن إسحاق في حفر الخندق حيث قال: حدثني سعيد بن ميناء أنه قد حدث أن ابنة لبشير بن سعد - أخت النعمان بن بشير - قالت: دعتني أمى عمرة بنت رواحة فأعطتنى جفنة من تمر في ثوبي ثم قالت: أي بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبد الله بغدائهما قالت: فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله ﷺ وأنا ألتمس أبى وخالي، فقال: تعالى يا بنية، ما هذا معك؟ قالت: قلت يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمى إلى أبى بشير بن سعد وخالي عبد الله بن رواحة يتغديانه فقال: هاتيه، قالت: فصببته في كفى رسول الله ﷺ فما ملأتهما ثم أمر بثوب فبسط له ثم دعا بالتمر فنبذ فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغداء، فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب.
[قصة جابر ودين أبيه وتكثيره ﵇ التمر]
قال البخاري في دلائل النبوة: حدثنا أبو نعيم، ثنا زكريا، حدثني عامر، حدثني جابر أن أباه توفى وعليه دين فأتيت النبي ﷺ فقلت: إن أبى ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معى لكيلا يفحش على الغرماء، فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه فقال: انزعوه فأوفاهم الّذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم * هكذا رواه هنا مختصرا. وقد أسنده من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي عن جابر به * وهذا الحديث قد روى من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله ﷺ ودعائه له ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره وفي الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا فضل له من التمر أكثر فوق ما كان يؤمله ويرجوه ولله الحمد والمنة.
[قصة سلمان]
[(١) في تكثيره ﷺ تلك القطعة من الذهب لوفاء دينه في مكاتبته.
قال الامام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبى عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبى حبيب - رجل من عبد القيس - عن سلمان قال: لما قلت: وأين تقع هذه من الّذي عليّ يا رسول الله؟ أخذها رسول الله ﷺ فقلبها على لسانه ثم قال: خذها فأوفهم منها، فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم أربعين أوقية].
[ذكر مزود أبى هريرة وتمره]
قال الامام أحمد: حدثنا يونس، حدثنا حماد - يعنى ابن زيد - عن المهاجر عن أبى العالية
(١) كل ما بين الأقواس المربعة في هذه الملزمة زيادة من التيمورية.