للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان شداد من الذين أوتوا العلم والحلم. نزل شداد فلسطين وبيت المقدس، ومات في هذه السنة عن خمس وسبعين سنة، وقيل: مات سنة أربع وستين، وقيل سنة إحدى وأربعين. فالله أعلم.

[عبد الله بن عامر]

ابن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي، ابن خال عثمان بن عفان، ولد في حياة رسول الله ، وتفل في فيه، فجعل يبتلع ريق رسول الله ، فقال: «إنه لمسقى»، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء، وكان كريما ممدحا ميمون النقيبة، استنابه عثمان على البصرة بعد أبى موسى، وولاه بلاد فارس بعد عثمان بن أبى العاص، وعمره إذ ذاك خمسا وعشرين سنة، ففتح خراسان كلها، وأطراف فارس وسجستان وكرمان وبلاد غزنة، وقتل كسرى ملك الملوك في أيامه - وهو يزدجرد - ثم أحرم عبد الله بن عامر بحجة، وقيل بعمرة من تلك البلاد شكرا لله ﷿، وفرق في أهل المدينة أموالا كثيرة جزيلة، وهو أول من لبس الخز بالبصرة، والله أعلم. وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها الماء المعين والعين، ولم يزل على البصرة حتى قتل عثمان، فأخذ أموال بيت المال وتلقى بها طلحة والزبير وحضر معهم الجمل، ثم سار إلى دمشق، ولم يسمع له بذكر في صفين، ولكن ولاه معاوية البصرة بعد صلحه مع الحسن، وتوفى في هذه السنة بأرضه بعرفات، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير. له حديث واحد، وليس له في الكتب شيء،

روى مصعب الزبيري عن أبيه عن حنظلة بن قيس عن عبد الله ابن عامر أن رسول الله قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد» وقد زوجه معاوية بابنته هند، وكانت جميلة، فكانت تلى خدمته بنفسها من محبتها له، فنظر يوما في المرآة فرأى صباحة وجهها وشيبة في لحيته فطلقها، وبعث إلى أبيها أن يزوجها بشاب كأن وجهه ورقة مصحف. توفى في هذه السنة وقيل بعدها بسنة.

[عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ]

وهو أكبر ولد أبى بكر الصديق، قاله الزبير بن بكار، قال: وكانت فيه دعابة، وأمه أم رومان، وأم عائشة فهو شقيقها،

بارز يوم بدر وأخذ مع المشركين، وأراد قتل أبيه أبى بكر، فتقدم إليه أبوه أبو بكر فقال له رسول الله : «أمتعنا بنفسك» ثم أسلم عبد الرحمن بعد ذلك في الهدنة، وهاجر قبل الفتح، ورزقه رسول الله من خيبر كل سنة أربعين وسقا، وكان من سادات المسلمين،

وهو الّذي دخل على رسول الله يوم مات وعائشة مسندته إلى صدرها، ومع عبد الرحمن سواك رطب فأخذه بصره، فأخذت عائشة ذلك السواك فقضمته وطيبته، ثم دفعته إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>