وسلّم، قالت فكنت فيمن عرض عليه فأمر بى فعزلت، وكان يكون له صفىّ في كل غنيمة فلما عزلت خار الله لي فأرسل بى الى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى قتل الأسرى وفرق السّبى فدخل عليّ رسول الله ﷺ فتجنبت منه حياء، فدعاني فأجلسنى بين يديه فقال [إن اخترت الله ورسوله اختارك رسول الله لنفسه فقلت:] إني أختار الله ورسوله فلما أسلمت أعتقنى رسول الله ﷺ وتزوجني وأصدقني اثنتي عشرة أوقية ونشّا كما كان يصدق نساءه، وأعرس بى في بيت أم المنذر، وكان يقسم [لي كما يقسم] لنسائه، وضرب عليّ الحجاب. قال وكان رسول الله ﷺ معجبا بها، وكانت لا تسأله شيئا إلا أعطاها، فقيل لها لو كنت سألت رسول الله ﷺ بنى قريظة لأعتقهم، فكانت تقول: لم يخل بى حتى فرق السبي، ولقد كان يخلو بها ويستكثر منها، فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع. فدفنها بالبقيع. وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة.
وقال ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: واستسر رسول الله ريحانة من بني قريظة ثم أعتقها فلحقت بأهلها، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى كانت ريحانة بنت زيد بن شمعون من بنى النضير. وقال بعضهم من بنى قريظة وكانت تكون في نخل من نخل الصدقة، فكان رسول الله ﷺ يقيل عندها أحيانا، وكان سباها في شوال سنة أربع. وقال أبو بكر بن أبى خيثمة ثنا احمد ابن المقدام ثنا زهير عن سعيد عن قتادة قال: كانت لرسول الله وليدتان، مارية القبطية وريحه أو ريحانة بنت شمعون بن زيد بن خنافة من بنى عمرو بن قريظة، كانت عند ابن عم لها يقال له عبد الحكم فيما بلغني، وماتت قبل وفاة النبي ﷺ. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كانت لرسول الله ﷺ أربع ولائد، مارية القبطية، وريحانة القرظية، وكانت له جارية أخرى جميلة فكادها نساؤه وخفن أن تغلبهن عليه، وكانت له جارية نفيسة وهبتها له زينب، وكان هجرها في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة والمحرم وصفر، فلما كان شهر ربيع الأول الّذي قبض فيه رضى عن زينب ودخل عليها، فقالت ما أدرى ما أجزيك؟ فوهبتها له ﷺ. وقد روى سيف بن عمر عن سعيد بن عبد الله عن ابن أبى مليكة عن عائشة. أن رسول الله ﷺ كان يقسم لمارية وريحانة مرة، ويتركهما مرة. [وقال أبو نعيم: قال أبو محمد بن عمر الواقدي توفيت ريحانة سنة عشرة وصلى عليها عمر بن الخطاب ودفنها بالبقيع ولله الحمد].
[فصل في ذكر أولاده عليه وعليهم الصلاة والسلام]
لا خلاف أن جميع أولاده من خديجة بنت خويلد سوى إبراهيم فمن مارية بنت شمعون القبطية،