للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرضوا أن الآله عليك ميتا … وجنات بها نعم وحور

وذكر ابن عساكر له مراثي كثيرة.

وقال يعقوب بن سفيان: حدثني حرملة أنا ابن وهب أخبرنى ابن لهيعة عن أبى الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء، حجرا وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين إني رأيت في قتلهم صلاحا للأمة، وفي مقامهم فسادا للأمة، فقالت: سمعت رسول الله يقول: «سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء». وهذا إسناد ضعيف منقطع. وقد رواه عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة عن أبى الأسود أن عائشة قالت:

بلغني أنه سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم وأهل السماء.

وقال يعقوب: حدثني ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد عن عبد الله بن رزين الغافقي. قال: سمعت عليا يقول: يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، قال: يقتل حجر وأصحابه - ابن لهيعة ضعيف -. وروى الامام أحمد عن ابن علية عن ابن عون عن نافع قال: كان ابن عمر في السوق فنعى له حجر فأطلق حبوته وقام وغلب عليه النحيب. وروى أحمد عن عفان عن ابن علية عن أيوب عن عبد الله بن أبى مليكة - أو غيره - قال لما قدم معاوية المدينة دخل على عائشة فقالت:

أقتلت حجرا؟ فقال: يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم.

وقال حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان. قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة فقالت: يا معاوية قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الّذي فعلت، أما خشيت أن أخبأ لك رجلا يقتلك؟ فقال: لا! إني في بيت الأمان، سمعت رسول الله يقول: «الايمان ضد الفتك لا يفتك مؤمن». يا أم المؤمنين كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك وأمرك؟ قالت:

صالح. قال: فدعيني وحجرا حتى نلتقي عند ربنا ﷿. وفي رواية أنها حجبته وقالت: لا يدخل على أبدا، فلم يزل يتلطف حتى دخل فلامته في قتله حجرا، فلم يزل يعتذر حتى عذرته. وفي رواية:

أنها كانت تتوعده وتقول: لولا يغلبنا سفهاؤنا لكان لي ولمعاوية في قتله حجرا شأن، فلما اعتذر إليها عذرته. وذكر ابن الجوزي في المنتظم أنه توفى في هذه السنة من الأكابر جرير بن عبد الله البجلي، وجعفر بن أبى سفيان بن الحارث، وحارثة بن النعمان، وحجر بن عدي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الله بن أنيس، وأبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي، .

[فأما جرير بن عبد الله البجلي]

فأسلم بعد نزول المائدة، وكان إسلامه في رمضان سنة عشر، وكان قدومه ورسول الله يخطب،

وكان قد قال في خطبته: «إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، وإن على وجهه مسحة ملك»، فلما دخل نظر الناس إليه فكان كما وصف رسول الله ، وأخبروه بذلك فحمد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>