والعشرين من ذي القعدة زلزلت الأرض. وحج بالناس قطز.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[عبد الوهاب بن المبارك]
ابن أحمد، أبو البركات الأنماطي، الحافظ الكبير، كان ثقة دينا ورعا، طليق الوجه، سهل الأخلاق، توفى في المحرم عن ست وتسعين سنة.
[على بن طراد]
ابن محمد الزينبي، الوزير العباسي، أبو القاسم نقيب النقباء على الطائفتين، في أيام المستظهر، ووزر للمسترشد، وتوفى في رمضان عن ست وسبعين سنة.
الزمخشريّ محمود
ابن عمر بن محمد بن عمر، أبو القاسم الزمخشريّ، صاحب الكشاف في التفسير، والمفصل في النحو وغير ذلك من المصنفات المفيدة، وقد سمع الحديث وطاف البلاد، وجاور بمكة مدة، وكان يظهر مذهب الاعتزال ويصرح بذلك في تفسيره، ويناظر عليه، وكانت وفاته بخوارزم ليلة عرفة منها، عن ست وسبعين سنة.
[ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وخمسمائة]
فيها أخذ العماد زنكي الرها وغيرها من حصون الجزيرة من أيدي الفرنج، وقتل منهم خلقا كثيرا وسبى نساء كثيرة، وغنم أموالا جزيلة، وأزال عن المسلمين كربا شديدا. وحج بالناس قطز الخادم وتنافس هو وأمير مكة فنهب الحجيج وهم يطوفون.
[وفيها توفى من الأعيان]
[إبراهيم بن محمد بن منصور]
ابن عمر أبو الوليد الكرخي، تفقه بأبي إسحاق وأبى سعد المتولي، حتى صار أوحد زمانه فقها وصلاحا، مات في هذه السنة.
[سعد بن محمد]
ابن عمر أبو منصور البزار، سمع الحديث وتفقه بالغزالي والشاشي والمتولي والكيا، وولى تدريس النظامية، وكان له سمت حسن، ووقار وسكون، وكان يوم جنازته مشهودا، ودفن عند أبى إسحاق.
[عمر بن إبراهيم]
ابن محمد بن أحمد بن على بن الحسين بن على بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، القرشي العلويّ، وأبو البركات الكوفي، ثم البغدادي، سمع الكثير وكتب كثيرا، وأقام بدمشق مدة، وكان له معرفة جيدة بالفقه والحديث والتفسير واللغة والأدب، وله تصانيف في النحو، وكان خشن العيش، صابرا محتسبا، توفى في شعبان من هذه السنة عن سبع وتسعين سنة رحمه الله تعالى.