من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن زياد بن الحارث الصّدائى في قصة وفادته فذكر حديثا طويلا فيه، ثم قلنا: يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا وقد أسلمنا، وكل من حولنا عدو، فادع الله لنا في بئرنا فيسعنا ماؤها فنجتمع عليه ولا نتفرق، فدعا بسبع حصيات ففركهن بيده ودعا فيهن ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة واذكروا الله ﷿، قال الصّدائى: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا بعد ذلك أن ننظر إلى قعرها - يعنى البئر - وأصل هذا الحديث في المسند وسنن أبى داود والترمذي وابن ماجة وأما الحديث بطوله ففي دلائل النبوة للبيهقي ﵀ * وقال البيهقي:
[باب ما ظهر في البئر التي كانت بقباء من بركته]
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلويّ، ثنا أبو حامد بن الشرقي، أنا أحمد بن حفص بن عبد الله، نا أبى، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد أنه حدثه أن أنس بن مالك أتاهم بقباء فسأله عن بئر هناك، قال: فدللته عليها، فقال: لقد كانت هذه وإن الرجل لينضح على حماره فينزح فجاء رسول الله ﷺ وأمر بذنوب فسقى فاما أن يكون توضأ منه وإما أن يكون تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر، قال: فما نزحت بعد، قال: فرأيته بال ثم جاء فتوضأ ومسح على جنبه ثم صلّى * وقال أبو بكر البزار: ثنا الوليد بن عمرو بن مسكين، ثنا محمد بن عبد الله بن مثنى عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال: أتى رسول الله ﷺ فنزلنا فسقيناه من بئر لنا في دارنا كانت تسمى النزور في الجاهلية فتفل فيها فكانت لا تنزح بعد * ثم قال لا نعلم هذا يروى إلا من هذا الوجه.
[باب تكثيره ﵇ الأطعمة للحاجة إليها في غير ما موطن كما سنورده مبسوطا]
تكثيره اللبن في مواطن أيضا،
قال الامام أحمد: ثنا روح، ثنا عمر بن ذر عن مجاهد أن أبا هريرة كان يقول: والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الّذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ﷿ ما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل، فمر عمر ﵁ فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل، فمر أبو القاسم ﷺ فعرف ما في وجهي وما في نفسي فقال: أبا هريرة، قلت له: لبيك يا رسول الله، فقال: الحق واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنا في قدح قال:
من أين لكم هذا اللبن؟ فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان، قال أبا هرّ، قلت: لبيك